سلْ في الغضا وصبا الأصائل تنفحُ – مهيار الديلمي

سلْ في الغضا وصبا الأصائل تنفحُ … هل ريحُ طيبة َ في الذي يستروحُ

و هل النوى وقضاؤها متمردٌ … تركتْ برامة َ بانة ً تترنحُ

أم شقَّ ليلَ الغورِ عن أقمارهِ … بعدي يدٌ تمطو وطرف يطمحُ

أهلُ القباب وَ من بهم لمصفدٍ … بالبعد أتلعَ بالعراق وأبطحزا

جعلوا اللوى وعدَ اللقاء فقربوا … و رمتْ تهامة ُ دونهم فتنزحو

و وراءهم عينُ الغوير وهامة ٌ … رعناءُ من أجإٍ ورحبٌ صحصحُ

وَ سيالُ طيًّ في رؤوس صعادها … و الخيلُ تزبنُ في الحديد وترمحُ

فمن المطالبُ والغريمُ ببابلٍ … و الدينُ يحجبه الأراكُ و توضح

يا موردي ماءَ النخيل هناكمُ … أن تعذبوا وشروبُ دجلة َ تملحُ

هل في القضية ِ عندكم من نهلة ٍ … تروي بها هذي القلوبُ اللوحُ

تردُ الغرائبُ آنساتٍ بينكم … و أسيركم يجدُ الفراتَ فيقمحُ

لا سكرة ُ البلوى ببابلَ بعدكم … تصحو ولا ليلُ البلابلِ يصبحُ

كم سهمِ رامٍ عندكم أهدفته … قلبي ولكن تقتلون ويجرحُ

و تملحت لي ظبية ٌ غورية ٌ … سنحتْ وظبيتكم بنجدٍ أملحُ

إما عدتْ عنكم بسيطة ُ عامرٍ … فطراة ُ شيبة َ بالمناسم يرضحُ

و الحرتان وزندُ ناجرَ فيهما … إما يشبُّ لظى ً وإما يقدحُ

فلكمْ على الزوراءِ من متعلقٍ … بشكيمتي شعفا ورأسي يجمعُ

و كريمة ِ الأبوين أطرقُ بيتها … و الليلُ بابن سمائه متوضحُ

و على ّ من ثوبي هواي وعفتي … شوقٌ يبلُّ وخلوة ٌ لا تقبحُ

و محجب الأبوابِ في ربعانه … أضحت مغالقه لشعري تفتحُ

تتراحم الآمالُ حولَ بساطه … عظما ولي منه المكانُ الأفيح

رفضَ الكلامَ الوغدَ يعلم أنه … يهجي سوى فقري بما هو يمدحُ

و مشى يجرُّ قلائدي متخايلا … فيها يقلدَّ درها ويوشحُ

و على السدير و حيرة النعمان لي … من خاطبٍ لو أنّ وديَ ينكحُ

و فتى ً ذؤابة ُ هاشمٍ آباؤه … ديناً وبيناه منى ً و الأبطحُ

رضعَ النبوة َ وارتبي في حجرها … جذعا على طول الإمامة يقرحُ

و رمى بطرفيه السماءَ فلم يفت … طرفيه من ذلك المجرة ِ مطرحُ

عمرو العلا أدته عن عمرو العلا … أمٌّ متممة ٌ وفحلٌ ملقحُ

شرفٌ إلى الزهراء مسرى عرقهِ … و على الوصيَّ فروعه تترشحُ

تتهابطُ الأملاكُ بين بيوته … و تطير وهي بهديه تستنجحُ

يا راكبَ الوجناءِ ينقل رحلهُ … عنقٌ لها ذللٌ وذيلٌ ملوحُ

تمضي عزوفا لا تغرّ ببوها … يلقى السقائطَ بالفلاة ِ ويطرحُ

و اذا أراها الخمسُ ماءَ عشية … عدته قانعة ً لآخرَ يصبحُ

بلغ كأنك مفصحا غيلانُ وان … تفض الطريقَ كأن عنسك صيدحُ

الكوفة ُ البيضاءَ أنَّ بجوها … قمرا تغاظ به البدورُ وتفضحُ

عرجْ وقل لأبي عليًّ مالئا … أذنيهِ حيتك الغوادي الروحُ

و سقتك كفك فهي أغزرُ ديمة ً … ما فلصتْ عنك السحابُ الدلحُ

و ازداد مجدك بسطة ًز إنارة ً … و علوُّ جدك والجدودُ تطوحُ

فتَّ الصفاتِ فلجلجَ المثني بما … تولي وأعجمَ في علاك المفصحُ

فالبدرُ تمَّ وأنت أكملُ صورة ً … و البحرُ عمّ وأنت منه أسمحُ

و الخادرُ الحامي حمى أشبالهِ … لك عن وليجة ِ غابه يتزحزحُ

تركتْ سيادتها العشيرة ُ رغبة ً … لك في اقتبالك وهي بزلٌ قرحُ

و رأتْ زئيرك دونها فتأخرت … و ثعالبُ الأعداءِ فيها تضبجُ

جمعتَ ألفة َ عزها وعزيبها … بقنا العدا طردا يشلُّ ويسرحُ

و شفتْ سيوفك من بني أعمامها … داءً تضيقُ به الصدورُ وتبرحُ

دينٌ شكوت إلى الحسامِ مطالهُ … فقضاه والسيفُ المشاورُ أنصحُ

دمنٌ على القربي تزيدُ عداوة ً … فخروقها ما بينكم لا تنصحُ

حسدوا تقدمَ فضلكم فحقودهم … لا تنطفي وفسادهم لا يصلحُ

زحموك أمس فعاركوا ملمومة ً … صماءَ يوقصُ ركنها من ينطحُ

فسقيتهم كأسا مجاجتها الردى … شربوا على كرهٍ لها ما يجدحُ

يا جامعَ الحسناتِ وهي بدائدٌ … و مرب روضِ الفضل وهو مصوحُ

كفٌّ تخفُّ مع الرياح سماحة ً … و مهابة ٌ تزن الجبالَ وترجحُ

قد جاءت الغرر الغرائبُ طلعا … كالشهب تثقبُ في الدجى وتلوحُ

ثمرٌ بغرسك قد حلتْ مجناتهُ … و نتائجٌ من بحر فكرك تلقحُ

فنطقن والأشعار خرسٌ عندنا … و نجون سبقا والقوافي طلحُ

فكأنَّ روضَ الحزنِ تنشره الصبا … ما ظلتُ من قرطاسها أتصفحُ

فسوادها من ناظري ما يمحي … و سدادها من خاطري ما يبرحُ

ألفتها من جوهرٍ في النفس لا … يفنى ومعدنِ فكرة ٍ لا ينزحُ

نظمتْ ليَ الحسنَ المبرز والهدى … فكأنني بنشيدهنَّ أسبحُ

و أما وذرعكِ في العلاء فإنه … قسمٌ لباع الصدقِ فيه مسرحُ

ما خلتُ صدقَ القول شخصا ماثلا … يهدى وأن الرفد سحرٌ يمنحُ

جاريتها متحذرا من سبقها … و البرقُ يكبو عن مداي ويكبحُ

و متى أقوم مكافئا بجزائها … و نداك مفترعٌ بها مستفتحُ

كرمٌ تطلع من شريفِ خلائقٍ … أصفى من المزن العذابِ واسجحُ

لم أرمه بسهام تقديرٍ ولم … أطرح له الآمالَ فيما أطرحُ

فلترضينك إن قبلتَ معوضة ٌ … مما أصونُ بحائلٍ تتنفحُ

سيارة ٌ في الخافقين فذكرها … ذكرُ الغمائم باكرٌ متروحُ

تجزي الرجالَ بصدقهم فصديقها … في غبطة ٍ وعدوها لا يفرحُ

مجنوبة ٌ لك لا تزال جباهها … أبدا على السبق المبرحِ تمسحُ

فامدد لها رسنَ الرجاءِ فإنها … بالودَّ تشكمُ والكرامة ِ تشبحُ

مهما تعرضُ للرجالِ بدينها … فمديحها لك بالغلوّ يصرحُ