سلمى على المسرح – محمد مهدي الجواهري

العبي فالهَوى لَعِبْ … وابعثي هِزَّةَ الطَرَبْ

مثِّلي دوَرك الجميلَ … على شرعةِ الأدب

أحسني نُقلةً وان … تَعِبَت هذه الرُكَب

فعلى وَقْع خَطوِها … يتنّزى حشىً وَجَب

روِّحي هذه النفوسَ … فقد شفَّها التَعَب

إجذبيها الى الرِضا … ادفعيها عن الغَضَب

لاتغرَّنِْكِ اوجهٌ … كطِلاء من الذَهَب

وثغور تضاحَكَت … كانعكاسةِ اللَهَب

فتِّشي عن دخائلٍ … غُيِّبَت تشهدي العَجَب

كل هذا الهياج من … أجل مرآكِ والصَخَب

ضاربُ العود ما دَرى … أيَّ اوتارِه ضَرَب

اعذريِه فإنّه … بَشَرٌ مثلُنا اضطَرَب

واقبَلي القلبَ إنّه … لك من أضلُعي وَثَب

نَسَبٌ بَينَنا الهَوَى … احفظي حُرمةَ النَسَب

رب يومٍ جذبت فيهِ … لي الأنسَ فانجذَب

ولمستُ الشبابَ في … رَيعِه بعد ما ذَهَب

حبُ ” سلمى ” فتىً رأَى … كلَّ ما يشتهي فحَبّ

شاعرٌ بالحياة لا … يَزدهَيه سِوى الطَرَب

انتِ ” سلمى ” إلى الحياةِ … وأفراحها سَبَب

أنتِ ” سلمى ” أجَلَّ من … الفِ عبدٍ لألف رَبّ

تتخلى الهموم إذ … تتجلين والكُرَب

ولهم باسمِ أمةٍ … سحقت غاية الارب

اثقلوا ظهرهَ كما … عضَّ بالغارب القَتَب

تركوا ” الجذع ” للبلاد … واختصوا بالرطب

افتحي لي سَلْمى يديك … يُقَبِّلْ يديكِ صَبّ

أبعديني عن ” السياسة ” … والغشِ والنَصَب

ولكي نُحرق الجميع … هَلُمي الى الحَطَب

وإذا لم يكن خذي … بعضهم انهم خشب

أإلى العيش كلُّهمْ … انا وحدي الى العَطَب

انا وحدي فيهم … ترجلت والكل قد ركب

نهبَ الشعبُ كلَّه … فهنيئاً لمن نَهَب

وهنيئاً لمن غزا … وهنيئاً لمن سَلَب

وهنيئاً لمن ” تنَّمرَ ” … او خانَ او كَذَب

ان كل الذي ترين من … ” الجاه ” و ” الرُتَب”

ومن ” النفخ ” بالزعامة … والاسم واللقَب

واصطيادٍ بحجةِ ” الوطن ” … الجائع الخَرِب

هو عُقبى تَقَلُّب القوم … عاش الذي انقَلَب

خسر الدّرةَ البطيء … وفاز الذي حلب