زائري في ليلة صيف – فواغي صقر القاسمي
لماذا رجعت حبيبي إليّ … و أيقظت جُرحا ً عميقا ً لديا
و فجرت كل حنين السنين … و شوقا ً تحجرَ في مقلتيا
فكيف تخون عهود الوفاء … و تفضحُ سرًّا دفينا ً خفيا
حبيبي، نأينا و لوعة حب … تمادت لدَيْنا و جارَتْ عليا
وهاج الحنين بذكرى ليال … رشفنا زلال الغرام سويّا
نصلي بمحراب دنيا الهيام … ويُطْوَى الزمانُ بلُقْياك طيا
و تأخذنا سكرة من مدام … ترقرق فوق الثنايا نديا
لنصحوَ بعد انقضاء اللهيب … و قد عادت الروح شيا ً فشيا
ونحيا إلى الملتقى بانتظار … و يسريَ نهرُ الوصال سريّا
و لكن أقدار هذا الزمان … تخبئ في الغيب أمرا ً عتيا
ليغدو كلانا رهين حياة … يخبئ جرحا ً و دمعا ًعصيا
وفي ذات يوم تلمست قربي … حنانا ً دفيئا ً و صوتا ً شجيا
يعانق كل مجامع روحي … فتسبح فوق مدار الثريا
فأشعر بالبشر ِ يغمر قلبي … ويملأ كلَّ الحنايا دويا
مددت يديّ لأنظر ماذا … فأبصرت روحك في راحتيا
فذابت جوارح نفسيَ لمّا … تسللت بين الضلوع نجيا
تعيد شجون ليال ِ الغرام … وتأتي كعهدك صبّا ً شقيا
ترقرق دمعيَ من فرط شوق ً … طفقت أجففه بيديا
ويصرخ عمري ببعدك حبي … لعمرك إنيَّ ما عدت حيا
وعادت إلى الرشد نفسيَ لمّا … رأيت الوسادة تغرق ريّا
لأصحوَ من حلم ليلة صيف … أعاد إلي الزمان القصيا
ويرحل حلميَ من مقلتيّ … ويقضي الزمان بجورٍ عليا
فأيقنت أن حياتي هباء … بغير وصالك لم تَكُ شيا
وأسألُ روحيَ يا ذات روحي … لماذا حبيبي رجعت إليا؟