رمِ النّجاءَ عن الفحشاءِ والهونِ – الشريف المرتضى

رمِ النّجاءَ عن الفحشاءِ والهونِ … ولا تَعُجْ بصديقٍ غيرِ مأمونِ

ولا تُقِمْ بينَ أقوامٍ خلائقُهُمْ … خشنٌ وإنْ كنت فى خفضٍ وفى لينِ

ماذا العناءُ وظلُّ العودِ يقنعنى … وذا الشّقاءُ وبعضُ القوتِ يكفيني؟

والمالُ تصبحُ صفراً كفُّ جامعهِ … ولو أَنافَ على أموالِ قارونِ

وليس ينفعنى والدّاءُ يعنفُ بى … إذا وجدتُ طبيباً لا يداويني

مَن لي بمن إنْ هَفَتْ رِجلاهُ في زَلَقٍ … حَميْتُهُ أو هفَتْ رِجْلايَ يحميني؟

يرمى العدا أبداً عنّى وليس يرى … ولو رمانى جميع النّاس يرمينى

أشكو إلى اللهِ قوماً عشتُ بينهُمُ … يرضَون من كلّ ما يبغون بالدُّونِ

لا رونقٌ لهمُ يرضاهُ لى بصرى … ولا لهمْ عَبَقٌ يرضاهُ عِرْنِيني

من كلِّ أخْرَقَ بالشَّنعاءِ مُضطَبعٍ … وبالّذي دنَّسَ الأعراض مَزْنونِ

اعدوه لا جائزاً منه بناحية ٍ … والشّرُّ كالعُرِّ في الأقوامِ يُعْديني

لولا التّنوخى ُّ لم آنسْ إلى أحدٍ … ولا أجَبْتُ وِداداً مَن يناديني

ولا رأتنى َ عينٌ لامرئٍ أبداً … إلاّ عريّاً خليّاً غيرَ مقرونِ

ليلى بزورتهِ فى مشرقٍ يققٍ … والصبحُ أسعدُ صبحٍ حين يأتينى

كأنّه مبهجٌ أضحى يبشّرنى … ومطربٌ أبَداً أمسَى يُغنِّيني

لو يستطيع حمانى كلَّ بائقة ٍ … وباعدَ السُّودَ في رأسي عنِ الجُونِ

يطيعنى وهو مّمن لا امتنان له … كأنّه طولَ هذا الدّهر يعصينى

كم ليلة ٍ بتُّ منه فى بلهنية ٍ … أُعطيهِ ما يبتغي منّي ويُعطيني

كأنَّنا باخضرارٍ من تذكُّرنا … نمسى ونصبحُ فى خضرِ البساتينِ

ونابَ مِنّا حديثٌ باتَ يُطربُنا … عن أنْ أُسَقِّيَهُ كأساً ويَسقيني

متى سقانى فروّانى مواصلة ً … فما أُبالي بمن في الخَلْقِ يجفوني

وإنْ جَرى ليَ مدحٌ في مقالتِه … فقل لمن شاء فى الأقوام يهجونى

لم تخْلُ إلاّ بهِ الدُّنيا ولا مَرَقتْ … منه الخلائقُ عن بحبوحة ِ الدّينِ

لا أدْرَكتْ أُذُني ما ليس يُعجبني … فيه ولا مُقلتي ما ليسَ يُرْضيني

ولا استردَّ الذى أعطيتُ منه ولا … عادتْ غصونٌ كستنى منه تعرينى