راشَ نبالا في جفنه ورمى – مهيار الديلمي

راشَ نبالا في جفنه ورمى … ظبي بجمع ما راقبَ الحرما

بحيثُ كفّارة القنيصِ من ال … وحش دمٌ طلَّ للأنيس دما

شنَّ مغيرا على القلوب فما … ينهض ثقلا منها بما علما

يا قرّبَ اللهُ يومَ تقصي الدُّمى ال … بيضُ ظباءً بمكة ٍ أدما

أسهمهنَّ اللّصوقُ بالنسب الضَّ … ارب في يعربٍ وإن قدما

إذا اعتزى باللسان منتسبٌ … سفرنَ ثم انتسبن لي فسما

أو سلِّم الحسنُ للبياض لما … عدَّ شفاءً بين الشفاه لمى

قل بمنى ً إن أعارك الرشأُ ال … نَّافرُ سمعا أو قلتَ ما فهما

تحصبُ يا رامي الجمارِ بها ال … أرض فقلبي لم يشتكِ الألما

نحّاك قلبٌ لا يحسن الصفحَ عن … جرمٍ ووجهٌ لا يعرف الجرما

بأيِّ دينٍ لم تلوِ يومَ منى ً … وأي دينٍ عليك قد سلما

كادت قريشٌ ترتدُّ جاهلة ً … لما تمثّلتَ بينهم صنما

أستخلفُ الله والضّنا كبدا … ضامنها ما وفى وما غرما

يا لزماني على الحمى عجبا … أيُّ زمان مضى وأيُّ حمى

كان الهوى والشبابُ نعم القري … نان وكان الشبابُ خيرهما

يرمي بعيدا وإن أساء له … دهري ففوادى منه ما سلما

شبَّ عليَّ المشنيبُ بارقة ً … كان شبابي لنارها فحما

لو صبغتْ بالبكاء ناصلة ٌ … دام شبابي مما بكيتُ دما

قامت تألَّى ما شاب من كبر … خنساء برَّتْ وأكرمتْ قسما

لا تسألي السنَّ بالفتى وسلى ال … همَّ وراءَ الضلوع والهمما

كم عثرة ٍ لي بالدهر لو عثر ال … هلالُ طفلا بمثلها هرما

ركوبي الدُّهمَ من نوائبه … بدّل شهبا من رأسيَ الدُّهما

طال ارتكاضي أروم إدراك ما … فات وأبغى وجدانَ ما عدما

أنشُد حظَّاً في أرض مهلكة ٍ … تخبط عيني وراءه الظُّلما

مقلقلَ الهمِّ بين هلْ وعسى … رجل المنى أو تسدَّ بي الرَّجما

إمّا تريني بعد اطرادي وتث … قيفي بجنب الكعوب منحطما

فالسيفُ لا يصدق الفضاءُ له … بالعين إلا ما فلَّ أو ثلِما

وإن تدبَّرت بعد بحبوحة ال … عزّ محلاًّ من الأذى أمما

يبلغني إمرة َ الأمير وإن … جار وحكمَ المولى وإن ظلما

فالماء قد يسكن السحابَ وين … حطُّ أوانا فيسكنُ الإرما

الله لي من أخٍ علقتُ به … أوثقَ ما خلتُ حبله انجذما

شدَّ يديه على َّ أعجفَ مع … روقا وخلَّى عني أن التحما

واصلني مصفرَّ القضيب فمذْ … رفَّ عليه غصنُ الغنى صرما

واعتاض عنّى كلَّ ابن دنيا أخي … حرصٍ يرى الغنمَ فضلَ ما طعما

ينكص عند الجلّى فإن أبصر ال … جفنة َ ملآى استشاط فاقتحما

لا ذو لسان يوم الندى ِّ ولا … مقياسُ رأيٍ إن حادثٌ هجما

مالك يا بائعي نقلت يدا … تأكلها عند بيعتي ندما

حلفتُ بالراقصات تجهد أع … ناقا خفوضا وأظهرا سنُمُا

تحسبُ أشخاصها إذا اختلطتْ … بالأكم الوقصِ في الدجى أكما

كلّ تروك بالقاع سقبا إذا … لوتْ إليه خيشومها خرما

تحملُ شعثاً إذا همُ ذكروا … ذخيرة َ الأجر غالطوا السأما

حتى أناخوا بذي الستور ملبِّ … يين بأرضٍ كادت تكون سما

لأنجبتْ بطنُ حامل ولدتْ … محمدا وابنَ أمَّه الكرما

يا أرضُ فخرا أخرجتِ مثلهما … نعمْ تملَّى ْ محسودة ً بهما

واعتمدي منهما مباهلة ً … على عميدِ الكفاة ِ فهو هما

خيرُ بنيك الفحولِ من سلَّم ال … أمر له شيبهم وما فطما

وهبَّ مضمومة ً تمائمه … بعدُ وتسويده قد انتظما

لم ينتظرْ بالوقار حنكتهُ … ربَّ حليم قد شارفَ الحلما

ما زال يُزرى بديهة ً بالرو … يَّات وينسي حدثانه القدما

حتى ظننا شبابه من وفو … ر الرأي شيبا في وجهه كتما

أبلجُ يحذيك سافرا خلقة َ ال … بدر وخيطَ الهلال ملتثما

يدير في الخطب عينَ فتخاء لا … تعرف إلا من كسبها الطُّعما

لواحظٌ كلُّها نجومٌ إذا … كانت لياليه كلُّها عتما

يرمي بقلبٍ وراءَ حاجته … أصمع لا يستشير إن عزما

لا يسرع القولَ في سكينته … ولا ينزِّيه طارقٌ غشما

لو ركبَ العجزُ للعلوق به … ناصية َ البأسِ لم يجد لقما

سدُّوا به ثغرة ً من الملك لا … ينهضُ منها بانٍ بما هدما

واسعة ُ الفرج أعضلتْ زمناً … على الأواسي والداءُ ما حسما

فقام حتى استقام مائدها … باللّطف لا عاجزا ولا برما

لم يستعنْ ناصرا عليها ولم … يخجلْ وحيدا فيها ولا احتشما

حتى لقد أصبحتْ وقرَّحها … تعلك غيظاً وراءه اللجما

يقذى علاه مقصَّرٌ لحزٌ … لو قيّد الفضلُ زيدَ فيه عمى

لا تنطوي بنانه يبسا … وعرضه ليِّنٌ إذا عجما

يحسد منه نفسا سمت ويداً … إن نكصَ السيفُ أو غلت قدما

يلقي علاطاً على القراطيس لا … يبرُدُ عنقٌ بنارها وسما

يختم حرَّ الرقاب عانية ً … ما فضَّ من صحفها وما ختما

عاد بها السَّرجُ يحسد الدستَ وال … سيفُ وإن عزَّ يخدم القلما

نعمْ رعى الله للعلا راعيا … تسلم أطرافها إذا سلما

وزاد بشرا وجهٌ إذا نضبتْ … أسرّة ُ البدر فاضَ أو فغما

يشفُّ فيه ماءُ الحياءِ فلو … أرسلَ عنه اللثامَ لانسجما

من نفرٍ لم تنم تراتهمُ … ولم يسمْ جارهم ولا اهتُضما

وافين حلما وضيّقين إلى الس … ائل عذرا ما اشتطّ واحتكما

لا ينطقون الخنا ولا يثبت ال … ماشى بشرّ اليهمُ قدما

بيضُ المجاني خضرُ النّعال مطا … عيمُ إذا عامُ جوعة ٍ أزما

تعوّدوا الفوزَ بالسيوف إذا … تقادحوها مصقولة خذُما

إذا الوغى أشمطتْ رءوسَ بني ال … حربِ فلوا بالصوارم اللَّمما

كلُّ غلام يرجى إذا اشتطَّ غض … بانَ ويخشى بكرا إذا ابتسما

من آل عبد الرحيم قد وصل اللَّ … ه لبيتيه بالعلا رحما

بنتْ عليه قبابُ فارسَ أف … لاكا رسى أصلُ عزِّها وسما

مجدُ قدامى وخير مجديك ما اس … تسلف صدرَ الزمان أو قدُما

يا سرحة ً من ثمارها حسبي … لا خفرتك البروقُ ذمَّة َ ما

التفَّ عيصي بعيصكم فغدا … ودّي خليطا بكم وملتحما

حرَّمتموني على السؤال فما … أحفلِ أعطي المسئولُ أو حرما

وصار تربي الريَّانُ يضحك إن … أبصر ترباً يستسمح الدَّيما

فما أبالي أجارَ أم عدل ال … رِّزق بأيمان غيركم قسما

كنتُ جموحا على المطامع لا … يلفتُ رأسي مالٌ ثرى ونمى

تحت رواق القنوعِ لو هجر الرِّ … يقُ لثاتي لما شكوتُ ظما

لا يطمع الدهرُ في رضاي ولا … يسخطني إن آلام أو كرما

وكلُّ سامٍ رامٍ بهمّتهِ … يرى مديحي كما يرى العصما

فرضتموني بألسن وبأخ … لاقٍ ليانٍ أصبحن لي لجُما

فكلُّ راقٍ منكم بنفثتهِ … لم يبقِ منّى بحبّه صمما

درّبتموني يدا بأن أقبلَ الرِّ … فدَ وأن أمدح الرجال فيما

فسحتمُ في مضيقِ صدري وأف … صحتم لساني من طول ما انعجما

فمن جداكم عندي ونعمتكم … أنِّي تعلمتُ أشكرُ النِّعما

وكلّما آد دينكم عنقي … قضيتكم عن فروضه الكلما

كلّ شرودٍ لا تشتكي عضَّة الدَّ … هر إذا أنصبتْ ولا الخُزما

تجري بأوصافكم كما يقطع السّ … يلُ بطنَ الوهادِ والأطما

في كلّ أرض لمجدكم علمٌ … ونارُ مجدٍ قد أركبت علما

تنشر ما بين مشرق الشمس وال … غرب رياحاً لأرضكم فغما

والشأنُ في أنها بواقٍ على الدَّ … هر إذا كان أهلهُ رمما

ملأتُ فيكم بها الطروسَ وما … تشكو كلالا يدي ولا سأما

قد شرعتْ مذهبا لكم نسخَ الشِّ … عر على المحدثين والقدما

لو نبشتْ عن صدى زهيرٍ زقا … يحلفُ أن قد فضّلتمُ هرما

فاقتبسوا من جلالها سيرَ ال … أمثال فيكم وطالعوا الحكما

أو لا تبالوا إذا هي انعطفت … لكم بشعر إن صدّ أو صرما

راعوا لها حرمة التقدّم وال … ودّ وضمّوا أسبابها القدما

ووفِّروا حظَّها لمجتهدٍ … أكَّد فيها الحقوقَ والذِّمما

مستبصر القلبِ واللسانِ فما … يقول فيكم إلا بما علما

عقدكمُ لي أصحُّ من أن يرى الن … اسُ بحالي في ملككم سقما