دَعُوا الصب في حلو الغرام ومره – ابن شيخان السالمي

دَعُوا الصب في حلو الغرام ومره” … “فإن عدول الحسن قامت بعذره

لقد أفصحت عيناه عن فرط ضُرِّه” … “وأفصح من عين المحب لسِرّه

ومَجْهَلةٍ باشرت بالعزم هولها” … “لمحبوبة حتى توسطت حولها

شكوت إليها طُول هجري وطَولها” … “وما أنْسَ مِ الأشياءِ لا أنسَ قولها

تقول ألا ميلوا بنا عن طريقنا” … “ولا بأس أن نسري دجىً برفيقنا

فبالحسن منا صار بعضَ رقيقنا” … “فقالت لها الأخرى فما لصديقنا

سرى حبُّه إياكِ في اللحم والدِّم” … “وشاع هواهُ بين عُرٍبٍ وأعجم

ومات اشتياقاً في الجمال المنعَّم” … “صليه فإنَّ الوصل يحييه فاعلم

متى صح هذا الصب فيك متيما” … “وكابد أيقاظاً إليك ونُوَّما

فضيفكم من حقه أن يكرَّما” … “فقالت أذود الناس عنه وقلما

تطارحتا كأس الحديث ومالتا” … “وأثرتا في لب قلبي ونالتا

قد ظنّتا أن لستُ أصغي وخالتا” … “وأيقنتا إني سمعتُ فقالتا

وكنت كمثل الصقر خرَّ من الهوا” … “يراصد صيداً يشتفيه من الطوى

وأعلنتا من ذا الذي أزعج الجوى” … “فقلتُ فتىً إن شئتما كتم الهوى

أخو الوجد أعطته الصبابة حبلها” … “وقادته حتى عَرَّفته محلها

فجاء وأولته السعادة وصلها” … “على أنه يشكو ظَلوماً وبخلها

ومذ قالتا لي أنت خير مصدَّقِ” … “فلا زلتُ أسمو في الأنام وأرتقي

بمدحِ فتىً يزري بغازي بن أرتقِ” … “فإني له أهديت جوهر منطقي