دمعَة على صديق – محمد مهدي الجواهري
حَمَلَتْ إليك رسالةَ المفجوعِ … عينٌ مرقرقةٌ بفيضِ دموعي
لاتبخَسوا قَدْرَ الدموع فانها … دفعُ الهموم تَفيضُ من يَنْبوع
للنفس حالاتٌ يَلَذُّ لها الأسى … وترى البكاءَ كواجبٍ مشروع
وأمضَّها فقدُ الشبابِ مضرَّجاً … بدمائه من كفِ غير قريع
أأبا فلاحٍ هل سمعتَ مَنَاحَةً … وَصَلَتْ إلى أسماعِ كلِّ سميع
قد كنتَ في مندوحةٍ عن مثلِها … لولا قضاءٌ ليس بالمدفوع
أبكيكَ للطبعِ الرقيقِ وللحِجىَ … أبكي لحبلِ شبابِكَ المقطوع
أبكيك لستُ أخْصُّ خلقاً واحداً … لكنما أبكي على المجموع
جَزَعاً شقيقيه فهذا موقفٌ … يَشْقَى به من لم يكنْ بجَزوع
أن التجلُّدَ في المصاب تطبُّعٌ … والحزنُ شيءٌ في النفوس طبيعي
وإذا صدقتُ فانَّ عينَ أبيكما … قد خَبَّرَتْ عن قلبِه الصدوع
شيخوخةٌ ما كان أحوجَها إلى … شملٍ تُسَرُّ بقربِهِ مجموع
وبحَسْبِ ” أحمدَ ” لوعة “أنَّ ابنهُ ” … ” لبس الغروبَ ولم يَعُدْ لطلوع”
لو تأذنون سألتُهُ عن خاطرٍ … مُبْكٍ يَهُزُّ فؤادَ كلِّ مَروع
أعرفْتَ في ساعاتِ عُمْركَ موقِفاً … بَعَثَ الشُّجونَ كساعةِ التوديع؟
إني رأيت القولَ غيرَ مرَّفهٍ … لكن رأيتُ الصمتَ غيرَ بديع
فأتتك تُعْرِبُ عن كوامنِ لوعتي … مقطوعةٌ هي آهةُ الموجوع
كلمات: محمد حمزة
ألحان: بليغ حمدي