دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً – الشريف المرتضى
دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً … و لا تنظري إلاّ إلى حسنِ مخبري
فإنّي وخيرُ القول ما كان صادقاً … لدي الفخر سباقٌ إلى كلَّ مفخرِ
أُعرِّسُ في دار الحِفاظِ وإنْ نأى … وشَمَّرَ عنها كلُّ ماضٍ مُشمِّرِ
و إن حال قومٌ عن هدى ً وتغيروا … فإنِّي بِسَمْتِ القَصْدِ لم أتغيَّرِ
و أعلمُ أنّ الدهرَ يعبثُ صرفهُ … بما شاءَ من مال البخيل المُقَتِّرِ
فإنّ الردى دينٌ علينا قضاؤهُ … فبينَ مُسقًّى كأسِهِ ومؤخَّرِ
و ليس كقومي في ندى وسماحة ٍ … ولا معشرٌ في يومِ رَوْعٍ كمعشري
هُمُ ضربوا للطَّارقين خيامَهمْ … وهمْ رفعوا النِّيرانَ للمُتَنوِّرِ
و همْ كشفوا يومَ الوغى طخياتهِ … بكلّ طويل الساعدين عشنزرِ
فإنْ كنتِ لا تدرين بأسي ونجدتي … فقومي اسألي عن نَجدتي كلَّ عِثْيَرِ
و كلَّ صفيحٍ بالضرابِ مثلمٍ … وكلَّ وشيجٍ بالطِّعان مكسَّرِ
وأينَ مُقامي إنْ جهلتَ إقامتي … وجدك إلاّ في قطا كلَّ ضمرِ
عذلتَ على تبذير مالي وهل ترى … نجمعُ إلاَّ للجؤور المبذرِ ؟
أفرقهُ من قبل أن حال دونه … رحيليَ عنه بالحِمامِ المقَدَّرِ
ومن قبلِ أنْ أُدْلَى بملساءَ قَفْرَة ٍ … إلى جَدَثٍ ضَنْكِ الجوانبِ أغبرِ
مضى قيصرٌ من بعد كسرى وخليا التلاعب في أموال كسرى وقيصرِ … ـلاعبَ في أموالِ كسرى وقيصرِ
وجالَ الرَّجى في دورِ آلِ مُحرِّقٍ … و زال بأجيالٍ لأبناء منذرِ
ردوا لم يجاورا من حمامٍ سطا بهمْ … بمالٍ عريضٍ أو عديدٍ مُجَمْهَرِ
فبينَ كريمِ المفرقينِ متوجٍ … وبينَ محلَّى المِعْصَمين مُسَوَّرِ
و أصغوا إلى داعي الردى وتهافتوا … تهافُتَ خَوَّارِ الأَباءِ المُسَعَّرِ
وطرَّدهمْ عمّا ابتَنوْه كما هَفَتْ … خريقُ رياحٍ بالسَّحاب الكنَهْوَرِ
أزال فما أبقى لهمء من تكبرٍ … وأخشعَ ما خلَّى لهمْ من تجبُّرِ
وكانوا زماناً بهجة ً لتأمُّلٍ … فآبوا انقلاباً حسرة ً لتذكرِ