” خيالك يا أميمة ُ كيف زارا ” – الشريف المرتضى

” خيالك يا أميمة ُ كيف زارا ” … على عجلٍ وما أمنَ الحذارا ؟

” سرى يطأ الحتوفَ إليَّ وهناً ” … ومَن تَبع الهوى ركبَ الخِطارا

أتى ومضَى ولم يَنقَعْ غليلاً … سِوى أنْ هاجَ للقلبِ ادِّكارا

وكم من ليلة ٍ نادمتُ فيها … سنا قمرٍ كفيتُ به السرارا

جلوتُ بصبحٍ طلعتَه الدَّياجي … فعاد الليلُ من وضحٍ نهارا

ولمّا أنْ رجوتُ له انعطافاً … و لم أخفِ انحرافاً وازورارا

نظرتُ إليه نظرة َ مُستميحٍ … أحالتْ وردَ وجنتيهِ بهارا

دعِ الدَّرَّاتِ يحلبُها احتكاراً … رجالٌ لا يرون الذلَّ عارا

وعدِّ عنِ المطامعِ في حَقيرٍ … يزيدك عند واهبه احتقارا

وإن كان اليَسارُ يجرّ مَنّاً … عليك به فلا تُرِدِ اليَسارا

ولا تخشَ التواءَ الدَّهر يوماً … فإنّ الدهرَ يرجع ما أعارا

على ملك الملوك سلامُ مولى ً … يخوضُ إلى ولا يتهِ الغِمارا

تَقلقلَ دهرَه في النّاس حتّى … علقتَ به فكنتَ له القرارا

حلفتُ بمعشرٍ شُعثِ النَّواصي … غداة َ النَّحرِ يرمون الجِمارا

و مضطجعِ النحائر عند وادٍ … أُمِيرَ نَجِيعُهُنَّ به فمارا

ومن رَفعتْ لزائره قريشٌ … سراعاً عن بنيتهِ الستارا

ومَن لبَّى على عرفاتِ حتّى … تَوارى من ذُكاءٍ ماتَوارى

لقد فقتَ الألى سلفوا ملوكاً … كما فاقتْ يمينهمُ اليسارا

وجُزْتَهُمُ وماكانوا بِطاءً … وطُلتَهُمُ وماكانوا قِصارا

و كان الملكُ قبلك في أناسٍ … ومابلغوا الذي ليديكَ صارا

ولو أنَّ الأُلى من آلِ كسرى … رأَوكَ تسوسُ بالدُّنيا اقتدارا

لما عَقدوا على فَوْدَيهِ تاجاً … و لا جعلوا بمصمهِ السوارا

وأنتَ أَشفُّهُمْ خَلْقاً وخُلْقاً … وأكرمُهمْ وأزْكاهمْ نِجارا

وأطلقُهمْ وقد ظَفروا امتناناً … و أطهرهم وقد قدروا إزارا

وأطلقُهمْ يداً بندى ً وبؤسٍ … و أمنعهمْ وأحماهمْ ذمارا

و اطعنهمْ بذي خطلٍ وريداً … و اضربهمْ بذي فقرٍ فقارا

فللّهِ انصلاتُك نحوَ خَطبٍ … خلعتَ إلى تداركه العذارا

وحولكَ كلُّ أبّاءٍ حَرونٍ … يُحرِّم في معاركهِ الفِرارا

إذا ما هجته هيجتَ منه … وقد حَدَقَ العُداة ُ به قِطارا

وإنْ أيقظتَه في ليلِ شَغْبٍ … فقد أوقدتَ منه فيه نارا

عمادَ الدين خلَّ عن الهويني … فإنَّ لكلِّ جاثمة ٍ مَطارا

… طبيبُ الداءِ أعيا فاستطارا

فإن الحربَ منشؤها حديثٌ … وكان الشَّرُّ مبدؤه ضِمارا

و ربَّ ضغائنٍ حقرتْ لقومٍ … رأينا من نتائجها الكبارا

فماذا غرهم وسواك ممنْ … يزيدُ به مجرِّبُه اغترارا 

و قد شهدوا بفارسَ منك يوماً … ومِرجَلُ قومها بالبغي فارا

جَنَوا حرباً وظنُّوا الرِّبحَ فيها … و كم ربحٍ جررتَ به الخسارا

كا الظمأَ الحديدُ ضحى ً فروتْ … بسالتُك الأسنَّة َ والشِّفارا

وصُلتَ على جموعِهُمُ بجُرْدٍ … أطارَتْهم سَنابِكُها غُبارا

قتيلُهُمُ رأى الموتَ اغْتناماً … و أمُّ قتيلهمْ تهوى الإسارا

أزرتك يا مليكَ الأرض مني … ثناءً ما استلبتُ به الفخارا

فمدحك قد كساني الفخرَ برداً … و أسكنني من العلياءِدارا

يخال الناظرون إليَّ أني … كرعتُ وقد سمعتَ به عقارا

فدونك كلَّ سيارٍ شرودٍ … يزيد على مدى الدهرِ انتشارا

تُطيف به الرُّواة ُ فكلُّ يومٍ … يَرَون له خَبيئاً مُستثارا

إذا شربوه كان لهمْ زلالاً … وإِنْ نَقَدوه كان لهمْ نُضارا

وإِنْ قَرنوه يوماً بالقوافي … مضى سبقاً وولاها العثارا

أدام اللهُ ما أعطاك فينا … وخوَّلك المحبّة َ والخِيارا

و لا زالت نواريزُ الليالي … تعود لما ترجيه مزارا

وأسعدك الإلهُ بكلِّ يومٍ … سعوداً لا تحطّ له منارا

و لا أعرى لكم أبداً شعاراً … و لا أقوى ولا أخلى ديارا

و لا أمضى بغير رضاك حكماً … ولا أجرى به فَلَكاً مُدارا