خليليَّ مات الجود وارتفع الندى – ابن شيخان السالمي

خليليَّ مات الجود وارتفع الندى” … “متى قيل عبد الله فاجأه الردى

خليليَّ من للفهم والحفظ والحجا” … “ومن لضياء القلب إذ عاد مخمدا

خليليَّ إن الدهر جرَّد سيفه” … “على هامة العَليا وقد كان مُغْمدا

خليليَّ إني كنت أخشى صروفه” … “ولم أخشَ شيئاً بعد موت ابن أحمدا

ومن عظمت فيه المصيبة يحتقر” … “سواه ولم يعبأ به الدهرَ إذ عدا

فتى كان محمودَ المَساعي مباركاً” … “مطالعُه طلق المحيا مؤيَّدا

ترعرع في دوح المكارم وانثنى” … “بنهر رياض الفضل وارتضع الندى

لقد جمعته الحادثات سبيكةً” … “وأفرغه في قالب الفضل عسجدا

وكان كفانا للمكارم ناظماً” … “فأصبح عقد المكرمات مبددا

له منظر طلق كماء غمامة” … “على روضة غنَّا فمر بها شَدَا

مضى سيِّد الفتيات باليمن والذكا” … “وولى فتى الشبَّان بالفضل والهُدى

مضى فارس الخيل السِّباق ومن لها” … “إذا ازدحمت يوماً وطال بهَا النِدا

مضى الليث مكسور القرى متعثراً” … “فمن كاسر من بعده سَوْرة العدا

وكان صغير السِّن كالبدر مَنشَأَ” … “وكان كبير القدر كالبدر مُصْعِدا

فصحَّ عليه الخسف والخسفُ عادةٌ” … “على كل بدرٍ بالكمال قد ارتدى

ومن يأمنِ الدهرَ الخؤونَ على الورى” … “إذا ما استوى الشبان والشيب في الردى

أرى الموت عمَّ الخلق لكنما الأسى” … “على موت أهل الفضل والرشد والهدى

لا باركَ الرحمن في عُمْر شيخنا الأ” … “مير وأبقاه على الفضل سرمدا

فإنَّ حياة الفضل مقرونة به” … “فلا عدم الاسلام إياه منجدا

ولا زالت الأنصار تحت لوائه” … “يقوم به الدين الحنيفي مشيّدا

عزاء لهُ فيه كذا لشقيقه” … “ومن عرف المولى يقيناً ووحدا

وأبقى أخاه صالحاً فهو كاسمه” … “فلا زال في نهج الصلاح مسددا

ودامت له النَعما وتمَّ له المنى” … “وحقَّت له الحسنى وعاش محمدا