خدعُ الزمانِ مودة ٌ من ثائرِ – مهيار الديلمي
خدعُ الزمانِ مودة ٌ من ثائرِ … و منى َ الحياة ِ وتيرة ٌ من غادرِ
نغترُّ بالباقين منا والذي … فرسَ المقدمَ رابضٌ للغابرِ
و إذا ذوي من دوحة ٍ غصنٌ فيا … سرعانَ ما يودى بأخرَ ناضرِ
يا عاشقَ الدنيا النجاءَ فإنها … إن ساعدتْ وصلتْ بنية هاجرِ
لا تخدعنك بالسرابِ فلم تدع … ظناً يرجم فيه وجهُ السافرِ
واردد لحاظك عن زخارفها تفزْ … إنّ البلاءَ موكلٌ بالناظرِ
خذل المحدثَ نفسه بوفائها … تصريحها بالغدرِ في ابن الناصر
مشت المنونُ إليه غيرَ محصنِ ال … جنباتِ واغتالته غيرَ محاذرِ
و لو انتحته لأنذرتهْ وإنما … شبَّ الفجيعة َ أن أصيبَ بعاثرِ
صرعته مسبلة َ الكمامِ وإنما … يقع التحفظُ من ذراعيَ حاسرِ
لم ينجهِ البيتُ المطنبُ بالكوا … كبِو المعمدُ بالهلالِ الزاهرِ
و النسبة ُ العلياءُ إن هي شجرتْ … زلقتْ معارجها بكلَّ مفاخرِ
و عصائبٌ مضرية ٌ قرشية ٌ … خلقوا لحفظِ وشائجٍ وأواصرِ
يتراكضون إلى تنجزِ ثأرهم … و لو أنه عند الغمام السائرِ
من كلَّ أبلجَ منكباه لواؤه … بضفيرتيه السمهرية َ ضافرِ
بردُ النسيم إذا تربعَّ عنده … حرُّ الهجيرِ إذا عرافي ناجر
أنسٌ بأسبابِ الطلابِ كأنه … و لو امتطى النكباءَ غيرُ مخاطرِ
كلا ولا أغنته عفة ُ نفسه … عن عاجلٍ يرضى سواه حاضرِ
و لقاؤه شهواتهِ ببصيرة ٍ … معصومة ٍ عنها وذيلٍ طاهرِ
نرجو لصالحنا تطاولَ عمره … تعبٌ رجاءُ ولادة ٍ من عاقرِ
لو خلد ابنُ البرَّ أو أمنَ الردى … لعفافه لم يولدَ ابنُ الفاجرِ
أو كان يسلم بالشجاعة ِ ربها … لم تطوِ مقبورا حفيرة ُ قابرِ
بالكرهِ فارق سيف عمروٍ كفه … و تقلصت عن رمحه يدُ عامرِ
سقت الغيوثُ أبا الحسين ثراك ما … سقت الحسينَ أباك عينُ الزائرِ
و من الغرام وفيه ماءٌ هامعٌ … منه دعايَ له بماءٍ قاطرِ
أبكيك لا ما تستحقُّ وجهدُ ما … تسعُ الصبابة ُ أن تسيلَ محاجري
و اشارك النواحَ فيك بأنني … أرثيك فالتأبين نوحُ الشاعرِ
و أما وبدريْ هاشمٍ وَ لديكَ ما … مبقيهما ذكرا له بالداثرِ
إن لا يكونا نسلَ ظهرك فالذي … نشراه بابنِ الظهر ليس بناشرِ
و إذا الفتى ضعفتْ مؤازرة ُ ابنه … في الأمر فابنُ الأختِ خيرُ مؤازرِ
أبواك وابناك الفخارُ بأسرهِ … و المجدُ يورثُ كابرا عن كابرِ
لا تحسبنَّ الموتَ حماهما … فالسارقُ المغتالُ غيرُ القاهرِ
أقسمتُ لو لحقاك قبلَ وصوله … ما كان بينهما عليك بقادرِ
منْ مبلغٌ حياً يجمعُ عزهُ … غرْ بيْ حسامِ بني الحسين الباترِ
صبرا وإن فرك العزاءُ فإنه … كنزُ الثوابِ ذخيرة ٌ للصابرِ
هو حكمُ عدلٍ لا يردُّ وكان ما … يهنُ القلوبَ لو أنه من جائرِ
حفظَ العلا لكما مشيدُ عرشها … بكما فلا معمورَ بعد العامرِ
و إذا جرتْ ريحُ الحوادث عاصفا … فلتنحرفْ عن ذا الخضمَّ الزاخرِ
و كفى حسودَ كما الشقيَّ علاجهُ … غيظ الهجينِ من العتيقِ الضامرِ
لا غرني منه السكوتُ فإنه … خوفَ العقابِ سكينة ٌ في نافرِ