حَملَ الداءَ مِن شَواطىءِ مِصرا – الياس أبو شبكة
حَملَ الداءَ مِن شَواطىءِ مِصرا … وَأَتى زَحلَةً فَصادَفَ قَبرا
لَم تُرِعهُ طُيوفُ بَلواه لَو لَم … تَختَلِج في هَواهُ أَطهر ذِكرى
حينَ يَهوي الدُجى يَمُرُّ بِهِ الأَم … سُ عَلى جانِحيه يَحمِلُ جمرا
أَيُّ جَمرٍ أَحَرُّ من جَمرِ حُبٍّ … صادَفَ القَلبَ مَوقِداً فَاِستَقَرّا
إِن غَفا مَرَّتِ الفَتاةُ بِرُؤيا … هُ تُنادي رَبّاً وَتَلطُمُ صَدرا
تارَةً تفجر الدموع وَطوراً … تمسك الدمع في المَحاجِر قَسرا
تَتَخَطّى أَمام قَبرٍ جَديدٍ … نَثَرَت فَوقَهُ دُموعاً وَزَهرا
بَدَّل الحُزنُ وَجهَها فَهو لَم يَبق … كَما كانَ يَهرق الحُسنَ سحرا
وَإِذا ما اِستَفاقَ حَدّق في الظُل … مَةِ حيناً كَمَن تَوَقَّع أَمرا
وَأَجالَ العُيونَ في الغُرفَةِ الس … وداءِ عَلَّ الظَلامَ يَكشِفُ سِرّا
ثُمَّ أَصغى لِنَغمَةٍ في حنايا … هُ تَلوّى لِذِكرِها وَاِقشَعرّا
وَهوُ يَدري أَنَّ الرُؤى أَيقَظَتهُ … مِن شُجونٍ إِلى شُجونٍ أُخرى
ذاتَ لَيلٍ أَحَسَّ في رِئَتَيهِ … خلجَةً مرَّةً فَخفقاً أَمَرّا
وَتَراءَت لَهُ فَتاة هَواه … شَبحاً دامِياً فَأَوجَسَ ذُعرا