ذلِكَ الطَيرُ لِم عَراهُ ذهولُ – الياس أبو شبكة

ذلِكَ الطَيرُ لِم عَراهُ ذهولُ … لا حِراكٌ لهُوَلا تَرتيلُ

كانَ يُلقى شَيئاً عَلى مِسمَعِ الصُب … حِ فَماذا لِلصُّبحِ كانَ يَقولُ

أَيُّها الطَيرُ في لِحاظِكَ وَهجٌ … مِن حَبيبي وَحَيرَةٌ وَذُبولُ

كُنتَ تَنوي أَمراً فَهالَكَ وَجهي … أَتُرى لي إِلى حَبيبي سَبيلُ

أَنا أَرى بِنَظرَةٍ مِنهُ هَل يَن … شَقُّ عَنها سِتارُهُ المَسدولُ

يا رَسولَ الحَبيبِ هَل لِحَبيبي … بَعدَ طولِ النَوى سِواكَ رَسولُ

يا رَسولَ الحَبيبِ كَيفَ حَبيبي … أَصَحيحٌ ما يَدّعيهِ العَذولُ

يا رَسولَ الحَبيبِ قُل لِحَبيبي … إِنَّني مِثلُه سَجينٌ عَليلُ

عُد إِلَيهِ وَقُل لَهُ إِنَّ قَلبي … مِثلُ وَجهي وَإِنَّ لَيلي طَويلُ

لَيتَ ريشي يَطيرُ مِثلَكَ يا طَي … رُ وَطَرفي يا لَيتَهُ مَجهولُ

فَأَراهُ وَلا عُيونَ تَراني … وَيَراني وَلا يَنِمُّ دَخيلُ

يا رَسولَ الحَبيبِ يا أَسعَدَ الخَل … قِ تَمَهَّل فَأَنتَ مِنهُ قَليلُ

فيكَ مِنهُ اِختِلاجَةٌ وَعَلى ري … شِكَ ظِلٌّ مِن مُقلَتَيهِ بَليلُ

وَحَنينٌ عَلى جَناحَيكَ مَقبو … ضٌ وَوجدٌ مِن قَلبهِ مَسلولُ

يا رَسولَ الحَبيبِ إِذ يَهبِطُ اللَي … لُ وَتَنحَلُّ في الهِضابِ الكُحولُ

وَيَغيمُ الوادي وَيَشهَقُ في الأَب … عادِ رَسمُ الخَمائِلِ المَحلولُ

وَتَنامُ العُيونُ في دارِ لَيلى … غَيرَ طَرفٍ يُغِبُّهُ مِنديلُ

قُل لِلَيلى رَأَيتُهُ فَهوَ باقٍ … نَظَرٌ حالِمٌ وَقَلبٌ بَتولُ

ذلِكَ العَهدُ قَد يَزول المُحِبّو … نَ عَلى وَجهِها وَلَيسَ يَزولُ

خُتِمَت جِلدَةُ العُروقِ عَلَيهِ … فَبِأَزكى دِمائنا مَجبولُ

يا رَسولَ الحَبيبِ لا لا تخَبِّر … هُ فَيَكفيهِ حُزنُهُ المَوصولُ

لا تَخبِّرهُ ما رَأَيتَ وَعَلِّل … هُ فَقَد يُذهِبُ الأَسى التَعليلُ

قُل لَهُ إِنَّ حُبَّهُ في عُروقي … شَبَّ مِنهُ لِعُرسِنا إِكليلُ

قُل لَهُ سَوف يَستَحيلُ رَبيعاً … دائِماً ذلِك الهَوى المُستَحيلُ

قُل لِلَيلى يا طَيرُ قُل لِحَبيبي … سَوفَ يَأتي جيلٌ وَيَذهبُ جيلُ

وَعَلى حُبِّنا مِن الخُلدِ زَهرٌ … وَعَلَيهِ مِن روحِهِ تَقبيلُ

قُل لِلَيلى رَأَيتُهُ فَهوَ نَشوا … نُ وَفي مُقلَتَيهِ حُلمٌ جَميلُ