حل الوفاء الحق عقد ذمامه – أحمد محرم

حل الوفاء الحق عقد ذمامه … وقضى الولاء الصدق حق ملامه

لي في الهوى عذر الأمين وليس لي … غدر الخؤون ولا أثيم غرامه

القلب نبراس فإن أطفأته … أضللته وضللت بين ظلامه

بيت الحقيقة إن تجلى باطلٌ … فيه تجلى الله في هدامه

مالي أصادي الشعر أكتم أهله … ما يرمض الأحرار من آثامه

ركب الهوى واستن سنة جاهلٍ … في جاهليته وفي إسلامه

رضع الأذى طفلاً عليه تمائمٌ … وجرى عليه فتى ً وحين تمامه

جاز الخيام إلى القصور حضارة ً … والشر بين قصوره وخيامه

إن ساد ظلمٌ فهو من أعوانه … أو عز جهلٌ فهو من خدامه

الفتك بالضعفاء أكبر همه … والغدر بالخلطاء جل مرامه

سفك الدماء ولج في غلوائه … صلفاً يدل بشره وعرامه

ولع الغوي بكأسه ومدامه … وغرامه بفتاته وغلامه

ومخيلة المغتر يزعم أنه … ثل العروش ببأسه وحسامه

يأتي الملوك محارباً ومسالماً … والمال باعث حربه وسلامه

هذا الذي جعل القريض معابة ً … مهما تأنق في بديع نظامه

ألف الحضيض فما تكاد تقيمه … أيدي أئمته ولا أعلامه

لولا الألى جعلوا الملوك رواته … هوت الكواكب عن رفيع مقامه

يتصايحون به على أبوابهم … يرجون كل مخافتٍ بسلامه

سامٍ يزل الثبت كر لحاظه … ويخر بالجبار رجع كلامه

نظروا إليه وفي العيون غشاوة ٌ … فاستصغروا السجدات في إعظامه

والمرء إن نبذ الحقائق خلفه … جهل الصواب وضل في أوهامه

أودى بدين الحق دين غواية ٍ … كانت ملوك الشرق من أصنامه

الشرق يعلم أن معضل دائه … من صنع سادته ومن حكامه

نشروا لواء الجهل بين شعوبه … وقضوا بغير الحق في أقوامه

أخذوا السبيل إلى المناكر فاحتذوا … والمرء متبعٌ سبيل إمامه

لا يعرفون الرأي إلا واحداً … في نقض ما زعموا وفي إبرامه

هدموا من الإسلام ركناً عالياً … نهض النبي وآله بمقامه

لا يأمن الشعب المروع كيدهم … إلا بطاعته وباستسلامه

كرهوا له الإقدام خيفة بطشه … والخير كل الخير في إقدامه

تيجانهم مخضوبة ٌ بدمائه … وعروشهم مبنية ٌ بعظامه

زعموا بقاء الملك في استعباده … ورأوا دوام الأمر في إرغامه

أنظر إلى الدنيا الجديدة واعتبر … بعميم عدل الله في أحكامه

قلب العروش بأهلها فتساقطوا … من كل أمنع صاعدٍ بدعامه

أهوى بها الملك الجليل فأيقنوا … بعد الجحود بعزه ودوامه

لم يدر قيصر إذ تحول ملكه … ومضى الكبير الفخم من أيامه

أأحيط بالملك الكبير كما يرى … أم ما تراه العين من أحلامه

الله جدد للشعوب حياتها … من فضله الأوفى ومن إنعامه