جائزة الشعور – محمد مهدي الجواهري

نادمتُ خلان الأسى … وسُقِيتُ من كأسٍ دِهاقِ

مثلَ اصطباحي من كؤوس الهم … والألَم اغتباقي

هذي النفوسُ الشاعراتُ … تلذَّذت بالإحتراق

غنَّيت نفسي إذ رأيت … نفوسها غنَّت رفاقي

كّلٌ يقول أنا أحوز السبقَ … في يوم السباق

مالي أنوح على سواي … وميِّتي رهنُ السياق

ساقي المدامِ إذا قَضَت … هذي البلاد فانتَ باقي

روحي : وروحٌ الشعر والأوطانِ … كل في التراقي

كل البلاد سَعت لتُصلِحَ … شأنها إلا عراقي

صَدْعَ الزجاجِ تصدَّعَ … استقلالُنا بيد النِفاقِ

شتانَ فيما أرتئيه … مَذاقُ صحبي من مَذاقي

حَلَبات آدابٍ العراق … بَكَت على الخيل العِتاق

لم يبقَ لي غيرُ … المخُاتِل والمُنافقِ والمُتاقي

أفٍّ لها من أوجهٍ … قابلْنَنّي سودٍ صِفاق

اما غِنايَ فظاهرٌ … محضٌ كأغنية السَواقي

تتكسُر النَبَراتُ في الأشعارِ … من ضيقِ الخِناق

نَزَفّت دموعُ العين ثم … تحَجرَّت هذي المآقي

ولكثرة الباكين ضاعت … حرمةُ الدّمع المُراق

هذا بياني تعرِفون الروحَ … فيه من السِياق

يا رقةٍ في الطبع بانَتْ … بين أبياتٍ رِقاق

أنت التي هوَّنتِ من … هذي الشدائدِ ما أُلاقي

وانا المديَنُ لمهجةٍ … حَمَّلتُها غيرَ المُطاق

آلامَأيامٍ مَضَينَ … وخوفَ أيامٍ بواقي

اما التمردُ في شعوري … فهو من أثَر الوَثاق

أحييتُمُ نَفْساً أردتُمْ … مَوتَها بالإختناق

لا تقتضي تلك الخشونةَ … بعضُ أبياتٍ رِقاق

ماذا تُرَجِّى ” فارك ” … من بعد حادثهِ الطَلاق

ما سرها لقياكُمُ … فيسوؤُها وقعُ الفِراق

قم يا ” جميل ” فحامِني … يا حاميَ الأدبِ العراقي

يا من بشعرِكَ ظنَّتْ الاقوامُ … أنَّ الشَعبَ راقي

قبلي باحجارٍ رُشِقتَ … لقاءَ هاتيك الرِشاق

تلك العرائسُ كم لَقَت … ضيماً وهُنَّ بلا صَداق

أو بعدَ ذا يتشدَّقونَ … بقُرب دورِ الإنعتاق