تمناها بجهلِ الظنَّ سعدُ – مهيار الديلمي

تمناها بجهلِ الظنَّ سعدُ … و ما هي من مطايا الظنَّ بعدُ

و خالَ ظهورها قعدا ليانا … فرحلَ وهي مزلقة ٌ تكدُّ

و راوحها القعابَ ليعتشيها … فضرعٌ زلَّ أو خلفٌ يندُّ

براثنُ أوسقتهُ دما صبيبا … و في قومٍ لها أقظٌ وزبدُ

لعلك سعدُ غرك أن تراها … على الجراتِ تأكلُ أو تردُّ

و أنّ العام أخلفها فجاءتْ … حبائلَ في حبائلها تمدُّ

مفللة ً على الأعطانِ فوضى … هببتَ تظنُّ أنّ الفلَّ طردُ

و ما يدريكَ من يحمي حماها … و يحضرُ ذائدا عنها وببدو

و إنَّ وراءها لقنا تلظى … و أسيافاً وألسنة ً تحدُّ

و منتقصَ الطبائع إن أخيفت … لشدُّ الأسدِ أهونُ ما يشد

إذا صاح الإباءُ به تنرى … و يطيع الغيظَ أغلبُ مستبدُّ

و مشحوذا من الكلم المصفى … به الأعراضُ تفرى أو تقدُّ

إذا عصبَ اللهاة َ الريقُ فاضت … دوافقُ منه واديها ممدُّ

تحاشدُ يعربٌ ان قال نصرا … و تغضبُ بالطباع له معدُّ

فما لك لا أبالك تتقيها … و فيها السيفُ والخصمُ الألدُّ

طغى بك أنْ ونتْ عنك القوافي … و خلفَ فتورها دأبٌ ووخدُ

لئن دردتْ فلا يغررك منها … أراقمُ يزدردنَ وهنَّ دردُ

و إن نأت البلادُ برافديها … فقومٌ آخرون لها ورفدُ

و لم يقعدْ عن المعروف جندٌ … من الكرماء إلا قام جندُ

و كم من حاضرٍ دانٍ كفاني … رجالا لفهمْ سفرٌ وبعدُ

و لم أعدمْ نوالهمُ ولكن … وجوهٌ بعدها ألمٌ ووجدُ

سقى اللهُ ابنَ أيوبٍ سماءً … تروح سحابها ملأى وتغدو

و إلا ماءُ خديه حياءً … و إلا خلة ٌ منه وودُّ

و أيْ خلالهِ كرماً سقاه … كفىو سقى َ نميرٌ منه عدُّ

أخوك فلا تغيره الليالي … إذا لم يرعَ عند أخيك عهدُ

و مولاك الذي لا الغلُّ يسرى … به ظهراً ولا الأضغانُ تحدو

تضيفهُ وأنت طريدُ ليلٍ … رمى بك فيه إقتارٌ وجهدُ

و قد ألقت بكلكلها جمادى … لخيط سمائها حلٌّ وعقدُ

و هبتْ من رياح الشامِ صرٌّ … عسوفٌ لم ترضها قطّ نجدُ

و أبوابُ البيوت مقرناتٌ … فلا نارٌ ولا زادٌ معدُّ

تجدْ وجهاًيضىء لك الدياجي … كأنَّ جبينه في الليل زندُ

و كفا تهربُ الأزماتُ منها … ترقرقُ سبطة ً والعامُ جعدْ

و بتْ وقراك ميسرة ٌ وبشرٌ … و زادك نخبة ٌ وثراك مهدُ

تمامَ الليلِ واغدُ بصالحاتٍ … من الأخلاق إن تركتك تغدو

شمائلُ أصلها حسبٌ وخيرٌ … و زهرة ُ فعلها كرمٌ ومجدُ

تقبلها أباً قأباً مؤدًّ … كما أخذَ العلا إرثا يردُّ

تتمُّ به إذا حسبَ المساعي … عن الآباء عدة ُ ما يعدُّ

تفردَ بالمحاسن في زمانٍ … تنكرَ أن يقالَ البدرُ فردُ

و جاراه على غررٍ رجالٌ … لهم شدٌّ وليس لهم أشدُّ

فقصر كلُّ منتفخٍ هجينٍ … و مرَّأقبُّ يطوي الشوطَ نهدُ

ثقيلٌ والحلومٌ مشعشعاتٌ … نصيعُ العرض والأعراضُ ربدُ

ملكتُ به المنى وعلى الليالي … ديونٌ بعدُ لي فيه ووعدُ

و كان نوالُ أقوامٍ ضمانا … أسوفه وجودُ يديه نقدُ

أحدَّ بنصره نابيَّ حتى … فرستُ به الخطوبَ وهنَّ أسدُ

و عاد أشلَّ كفُّ الدهر عنيّ … بأنك لي به سيفٌ وزندُ

فلا يعدمك معتمرٌ غريبٌ … له بك أسوة صبرٌ وحشدُ

و لا يفقدك منى ّ مستضيءٌ … بهديك في الظلام وأنتَ ردُ

وردَّ عليك رائحة ً ثنائي … عزائبَ مثلها لك يستردُّ

خمائصَ أو يجدنَ اليك مرعى … خوامسَ أولهنَّ نداك وردُ

حواملَ من نتاج الجود ملء ال … جيوب فمالها شكرٌ وحمدُ

من الكلم الذي إن كان حدٌّ … لغاياتِ الفصاحة فهو حدُّ

سبقتُ به المقاولَ مستريحا … ففتهمُ وقد نصبوا وكدوا

تكرُّ عليك واحدة ً ومثنى … بهنّ وفودها ما قام أحدُ

ليوم المهرجان وكان عطلاً … وشاحٌ من فرائدها وعقدُ

سلبتُ الناس زينتها ضنينا … بها وبرودها لك تستحدُّ

عتقني من الحرص اقتناعي … بما تولى ومولى الحرنقصِ