تحنّ القلوب إلى دارها – ابن شيخان السالمي

تحنّ القلوب إلى دارها … وتصبو النفوس لأقدارها

ولا بدَّ للمرء من موطن … يُرى راغباً فيه أو كارها

فذي الطير تخرج تبغى الفلا … وترجع حيناً لأوكارها

وتذهب نفس الفتى واجباً … لإصلاحها أو لإظهارها

وتَشرف نفس بأسرارها … وتظلم نفس بأشرارها

تفاوتت الأرض في حبها … وفي طيبها مثل عُمارها

وكشمير مما ربت بهجة … وطالت علواً بأقدارها

فسَاعَفَها الدهر حتى غدت … لها الأخت أزمير في دارها

وكانت تحن إلى أختها … لتدخل في حوز أقطارها

فأقبلتا يبغيان العُلى … ويستبقان لأطوارها

ودار السعادة وسطيهما … تمديديها لزُواّرها

بهن تجمعت الطيبات … بأشجارها وبأنهارها

على كل روض وكل القرى … تفوح رياحين أزهارها

وللنفس والعين منهن ما … يقر ويلتذُّ زوارها

ونفس العزيز على حالة … تميل إلى حبأنصارها

فلله وقفتنا عندها … تطوف بنا كأس أعطارها

وبين البنفسج والياسمين … والورد دهشة محتارها

عن الشمس قد أغنيت بهجة … كفّتنا أشعة أنوارها

يرى الورد شوكته دائماً … وتحرسه عين أنوارها

بسيّدنا حمد الأريحي … يُعرِبُ عن رفع أقدارها

مقوّم راية أزهارها … مقدم حلبة مضمارها

مشيِّد أركانِ بنيانهِا … مؤيِّد برهانِ آثارِها

سلِ الدهرَ عن مكرُماتٍ لهُ … يخبرْك عن صدق أخبارها

فلا زال جمُّ إحسَانه … لوُرّادها ولصُدَّارها

تطالعها الشمس مشتاقة … فتزداد من حسن أنوارها

ويأتي لها البدر مستمسكاً … بأعطارها وبأستارها