تحت ظل النخيل – محمد مهدي الجواهري

مَرَّ النَّسيمُ بريّاكم فأحيانا … فهل كذكركُمُ في القلب ذكرانا

من مُبلغُ الجاعلين اللهَو مركبَهُمْ … أنا ركبنا بحارَ الهمِّ طوفانا

إنا سرينا على الأمواجِ تحملنا … وباسْمِكم بعد إسم اللهِ مسرانا

ما للدجى هادئا تزري كواكبه … بنا وقد هاجَتِ الامواجُ شكوانا

لا تسألوا عن جمال البدر يَبْعَثُهُ … فذاك إلا عن الأحباب ألهانا

هذي النجومُ ، وما خلق سدى ، خلقت … أنسُ المحبين نرعاها وترعانا

يا حبذا هذبانُ العاشقين بكم … لا شيءَ أفصحُ عندي منه تبيانا

وحبذا تحت النخل مُصْبَحُنا … بدجلةٍ وعلى الأجرافِ مُمْسانا

وليت من دجلةٍ كأساً تصفقه … امواجُها بالرحيق الصفْوِ ملآنا

يا من ذكرناه والالبابُ طائشةٌ … ظلم على خطرات الأنس تنسانا

ما مَسَّ الاعلى طُهْرٍ غرامُكُم … قلبي لاني اعد الحب قرآنا

آنست في غربتي حبّاً يُبدِلُني … بلأهل أهلاً وبالجيران جيرانا

سِيّانِ فيما جنى صحبي ودهرُهُمُ … كلُّ أرانا من التعذيب ألوانا

لا تحسبوا العدَّ بالأرقام يُسعدكم … تحصى النجومُ وما تُحصى بلايانا

ألروحُ جارت علينا في محبتِكم … وطالما أشءقَتِ الأرواحُ أبدانا

والحب أرخص من أقدارنا بكم … لولا هوانا بنا ما كان أغلانا

نَعِمْتُمُ وشَقِينا في الهُيامِ بكم … شتانَ ما بينَ عُقباكُمْ وعقبانا