بي من هو الزوْراء وجد قائمُ – ابن شيخان السالمي

بي من هو الزوْراء وجد قائمُ … وحشى يذوب ودمع عينٍ ساجمُ

من ذا يفطّرُ مهجتي بندى شذا … من أرضها يوماً فإِنيّ صائمُ

من ذا يَبُلُّ صدى الحشى ويجُيبُه … فوجيبه بعد بعد الأحبة دائمُ

ومتى تمرُّ بيَ المسرَّة مرةً … ومتى يكون لجمع شملي ناظمُ

أتروقُ لي بعد الأحبة عيشة … كلاَّ وهم صفوي ودهري الناعمُ

ويلذ لي صبري وليس تكلفاً … والشوق للصبر المشيَّد هادمُ

إن كان جعفر دمع عيني صادقاً … فيهم فإِني اليوم موسى الكاظمُ

ولئن أكن أهوى بديع جمالهم … أبداً ففيهم لم يلمني لائمُ

صار النواظر والبصائر حسنهم … فإليهمُ كل الجوارح خادمُ

ياهل درى الأحباب حالي عاطلاً … وإذا رأوا حالي فهل لي راحمُ

وإذا رأوا حالي عفا وهم الشفا … فمع الصفا الإِحياء منهم لازمُ

كبِدٌ مصدَّعة وجسمٌ ناحلٌ … ويد مسنَّدة وقلبٌ هائمُ

ولقد علمتُ بأنَّ ليلي بعدهم … سهرٌ وليلهمُ المنعم نائمُ

أهوى الجمال وأشتهيه وربما … يهوى الفتى وهو البلاء القادمُ

وأخو الهوى متلذذ متنغص … والحبُ منه مغارم ومغانمُ

وتخلص الانسان من شرك الهوى … أعلى له وهواه ذلٌّ راغمُ

أمَّا أنا المضنى فحُبّي كله … بهمُ عُلاً وإلى العَلاء معالمُ

ولقد تناثر في الورى درر العُلا … من سلكه والشهم باشا الناظمُ

المرشد الجاري على سنن الهُدى … في الناس والإِرشاد حق لازمُ

والمنجح الآمال وهي كثيرة … والمصلح الأحول وهي عظائمُ

والجامع البركات وهو مفيضها … والمانعُ الحرمات وهو الحازمُ

قد جرَّد السُّلطان منه صارماً … يُبري وما كلُّ المجرَّد صَارمُ

بغداد أصبحَ حالُها مُستدرَكاً … بالخير لْم لا وهو فيها الحاكمُ

ماست به طرَباً فقام بحفظها … في العز إذ هو سيفها والقائمُ

للمجتدي متبرع للمهتدي … متواضع للمعتدي متعَاظمُ

جمع العُلا إذ لا أبو دلف لَها … ومضى لبذل المال وهو القاسمُ

يشفي الجراح من الخصاصة بالندى … إنَّ الدراهم للجروح مراهمُ

فضح البحور وموجُها متلاطم … وأتى الحروب ونصلهُا متصادمُ

وأقام في هذا وهذا ثابتاً … والموت أحمر وهو فرد باسمُ

لا زال يرتع في رياض شجاعة … وسماحة ومن الرياض مكارمُ

روضٌ يُغرِّد فيه بلبل مدحتي … والصادح الشادي به والباغمُ

قد شاد فاتحة الثغور إلى المدى … هي للأنام وللأديب بواسمُ

أقبلتُ أستهدي الفؤاد دراية … أهدي المديح وللقريض مواسمُ

أهدِي النظام إلى الهمام فمالَه … يهدى إليه النظم وهو الناظمُ

فإليك يا غوث الديار تحية … بالشعر يزجيها الصفاء الراقمُ

فامنن عليها بالقبول فإنهَّا … نفحت يعثرها الحياء العالمُ

وأبسطْ ومُدَّ فإن دهرك صالح … واربع وجد فإِنَّ عمرك سَالمُ

والفَصُّ أنت بدا بأنملةِ العُلا … فزهتْ وإنك للمكارِم خاتمُ