بمثلكما تعلو الديار وتسعد – أحمد محرم
بمثلكما تعلو الديار وتسعد … وتدنو لها الآمال من حيث تبعد
أبى لكما رعي الذمام سوى الذي … يذاع فيطرى أو يشاع فيحمد
ليوميكما في الحرب والسلم مشهدٌ … يقر بعيني من تطلع يشهد
لئن أوحشن الأعداء سيفٌ مجرد … لقد آنس الأوطان رأي مجرد
فبوركتما إذ تنفضان يديكما … من الأمر لا تعلو بأمثاله اليد
فدى لكما قومي وإن كنت منهمو … أسر إذا سروا بأمرٍ وأكمد
أراهم على وخز القريض ووكزه … وما فيهم إلا ذليلٌ معبد
يساقون سوق الحمر للسوط ما ونى … لدى السير منها فهي في السهل تجهد
إلى قاتم الأعماق ما فيه مشرقٌ … يضيء ولا منه إلى علو مصعد
كأني بهم قد شارفوه فأيقنوا … بموتٍ على أسرابهم يتورد
أسيت لأوطانٍ أباحوا ذمارها … فأيدي العدى فيها تعيث وتفسد
تبدد بين الجبن والحرص رأيهم … وأضيع رأييك الذي يتردد
سأبكي على مصرٍ وسالف مجدها … وإن لم يكن لي من بني مصر مسعد
أرى اليوم مثل الأمس أو هو أنكد … فيا ليت شعري ما يجيء به الغد