بلغت مطيك أول الركبان – أحمد محرم

بلغت مطيك أول الركبان … ورمت برحلك أبعد الأوطان

حدت النوى بك أربعين عوابسا … شوه الوجوه ذميمة الألوان

مال الأسى برحالها وجرى دما … ماء الشؤون فمال بالأرسان

تمضي جوافلها بأغبر موحش … تنساب فيه نواعب الغربان

وادي النوى اختطت به لذوي الأسى … مسرى الهموم ومسرح الأحزان

يزجي الركائب كل يوم شطره … غادى الفراق ورائح الإخوان

زالوا سراعا كالحصون هوى بها … قدر من الزلزال ذي الرجفان

عدت الخطوب فطاح في غمراتها … شعب بأفياء الكنانة عان

ضاحي المقاتل ما يزال ينوشه … ضاحى العداوة بارز الشنآن

ما انفك يجزع بالحماة أعزة … مستكبرين على ذوي التيجان

متمردين على الزمان يسومهم … سمة الهوان وخطة الإذعان

نهض الأباة بهم إلى مستشرف … تنجاب عنه قوارع الحدثان

عال لوان الجن في سلطانها … همت به لهوت على الأذقان

يستصغر الخطر المهيب نزيله … ويراه أهيب منزل ومكان

مرقى الرجال إلى الخلود وسلم … ينحط عنه العاجز المتواني

وإذا رزقت النفس دائبة القوى … فاهنأ فلست على الزمان بفان

ضاقت به الدار الشقية فانتحى … دار النعيم ومنزل الرضوان

عز الشهيد وراح تارك حقه … في ذلة من عيشه وهوان

كلمات: منصور المفقاعي

ألحان: طلال مداح