بلغتْ صبرا فقالت ما الخبرْ – مهيار الديلمي

بلغتْ صبرا فقالت ما الخبرْ … قلتُ قلبٌ سيمَ ذلاًّ فنفرْ

لا تعودي في هوى ً ظالمة ً … ربما عاذ بحلمٍ فانتصرْ

نظرة ٌ أعرضتُ عنها أعقبتْ … غضبا آذنَ للقلب النظرْ

أرهفتْ سيفين في أجفانها … كلَّ منْ غرا يبيتْ على غررْ

أقسمتْ من جرحاه لا برا … يا طبيبي متْ ودائي في الحورْ

أرسلتْ ليلة ََ صدتْ طيفها … ناظرا أين رقادي من سهرْ

قال حياني فقالت نائما … طرفهُ قال نعم قالت غدرْ

يا هوى حسناءَ ما شئتَ لها … من فؤادي غيرَ ذلًّ وخورْ

ربَّ يومٍ باهلتني بالصبا … و صغارٌ عندها حظُّ الكبرْ

و تنكبتُ مدلاًّ وفرة ً … نشرَ العنبرَ عنها منْ ضفرْ

فرأت شيبا فقالت غيرتْ … قلتُ ما كلُّ شبابٍ في الشعرْ

غيرت بيضاءَ في سودائها … قلتُ مهلا آية ُ الليلِ القمرْ

ما لغزلانٍ تصافيني الهوى … ما استطاعتْ وأجازيها الكدرْ

أنستْ إذ يئستْ من قنصي … فاستوى ما قرَّ منها ونفرْ

و هل الزوراء إلا وطنٌ … يخدعُ الشوقَ وفي أخرى الوطرْ

يا ندامايَ بها النسيانُ لي … و لكم منى َّ حفاظي والذكرْ

كلَّ يومٍ أنا أبكي منكمُ … صاحبا بالأمس بقاني ومرّْ

إنّ في الريَّ و سعدٍ عوضاً … كلما قايستُ طابَ وكثرْ

سوف أنجو راكبا إحسانهُ … كلُّ مركوبٍ سوى ذاك خطرْ

ساريا أجنبُ كبرى هممي … أطلبُ المرعى لها حيثُ المطرْ

خاب من رام المعالي حاضرا … و الأماني في كفالاتِ السفرْ

ما الغنى َ والمجدُ إن زرتَ فتى ً … ذا تناهٍ وهو ناءٍ لم يزرْ

لا تباعدهُ الليالي إنه … أملٌ بين جمادى و صفرْ

بأبي الساقي وبالغيثِِ صدى … و الفتى الحلوَ الجنيَ والشهدُ مرّْ

علمتْ أعداؤه أموالهَ … لمماً يمنعها أن تستقرْ

يافعٌ مكتهلٌ من حلمه … للصبا السنُّ وللرأي الكبرْ

يا أبا القاسمِ صابتْ نعمة ٌ … لك لم يعدُ بها الغيثُ الزهرْ

لم أزلْ أصبرُ علما أنه … أبدا يعقبُ خيرا من صبرْ

ناظرا عادكمُ في مثلها … جنة ً لي من عذابٍ منتظرْ

كان جرحا جائفا فاندملتْ … قرحة ٌ منه وكسرٌ فجبرْ

يا ملوك الريَّ هل داركم ال … أرضُ طراً أم تعولون البشرْ

وسعَ الناسَ جميعا جودكم … فاستوى من غابَ عنكم وحضرْ

واصلتْ شاعرهم نعمى لكم … لم تدعْ مفحمهم حتى شعرْ

حلَّ يا سعدَ العلا بهماءها … من قبولٍ بحجولٍ وغررْ

واجلُ لي أخرى على الكافي متى اح … تشمتْ منه حياءً وخفرْ

عرفتْ منكَ فيما قبلها … فأتتْ واثقة ً تقفو الأثرْ

حاجة ٌ تمتْ ووافى حظها … حين نبهتُ لها منك عمرْ