بكرتِ عليه ضلَّة ً تعذلينهُ – مهيار الديلمي
بكرتِ عليه ضلَّة ً تعذلينهُ … متى كان دينُ الغدرِ قبلكِ دينهُ
ترى عينه وجهاًصديقاً من الهوى … ويلقى عدوَّ السمعِ ما تأمرينهُ
أبى غير قلبي وابتغي السرَّ مودعٌ … أبى الله إلا أن أكونَ أمينهُ
مشى يومَسلع للوداع فهل درى … أراكٌبسلعٍفيمَ حنّى غصونهُ
أذاتَ الرُّضاب العذبِ هل من قضيَّة ٍ … سوى المطل في الدِّين الذي تعدينهُ
وهل من عطاء والندى الغمرُ فيكمُ … لذى عسرة لم يعطَ ما تمنعينهُ
يعدُّ نعيما ما تمنَّى وغبطة ً … بأن يردَ الماءَ الذي تردينهُ
أداري بجمع طرفَ عينٍ قضى البكا … عليه انتشارا أن طوى البينُ عينهُ
وهبني أضمُّ بالرداء دموعهُ … فمن ذا يضمُّ بالرقاد جفونهُ
أحباي والوادي يسيل بأهله … أما من يدٍ في موقفٍ تقفونهُ
نفستمْ بلبنى واقتراحي كلُّه … حديثٌ بلبنى أعلقتني شجونهُ
أمن حاجة ٍ في الدهر ظوهر تمُ بها … قلبتم ظهورَ الغدر لي وبطونهُ
عقدتُ بكم حبلي وإنِّي لعالمٌ … بأن الذي أبرمته تنقضونهُ
وكيفَ نزنُّ بالغباوة ِ فيكمُ … فنجزيكم صعبَ الزمان ولينهُ
ولكنّكم ماءُ الطريق كددتهُ … على برضه لمَّا عدمتُ معينهُ
لبستكمُ بعدَ ابن عيسى ضرورة ً … وما جلَّ لبسُ المرء حتى يزينهُ
تعوَّضتكم عنه تعلَّلَ مدنفٍ … إذا خانه البرءُ استغاثَ أنينهُ
وفارقتُ منهيومَ فارقتُ باذلا … فؤادا برغم الجسم ألاَّ يصونهُ
ولما رأيت السير دوني يصدّهُ … ولا دفعَ في صدرِ النوى ليَ دونهُ
حملتُ عليه الصبرَ مستقبحا له … ويحملهُ قوم ويستجملونهُ
أسائل قلبي كيف كان اشتياقه … يميلُ حمامَ الدَّوح لي وحنينهُ
رعيتُ الفراقَ حلوهُ وهشيمهُ … وأوردُ كرها ملحهُ وأجونهُ
فإن غادرتْ أمسي نحولا صروفه … فلليوم حتى أستعيدَ سمينهُ
ويستصعبُ الأمر الفتى من صدوره … فتقضي له الأعجازُ أن يستهينَهُ
تبدَّلتُ من حرّ الأسى ونفوره … على كبدي بردَ الغني وسكونَهُ
وكنتُ مروعا من ذئابٍ تنوشني … فأمناً فقد عاد الهزبرُ عرينهُ
بنفسيعلى قرب المزار وبعده … فتى ً لم أكنْ بالشوق إلا ضمينَهُ
وزاد بعيني قرَّة ً مذ وجدتهُ … كهمِّ المنى أنّى عدمتُ قرينهُ
تردَّدَ في سرِّ الوزارة ماجدٌ … نسيبٌ نفى العرقُ العتيقُ هجينهُ
إذا حقَّت الآمالُ ودَّ عدوُّه … على ما طوى من بغضه أن يكونهُ
يضيق اتساعُ الدَّست عن ضمِّ حلمهِ … وفي العين شخصٌ دقَّ أن يستبينهُ
إذا هز أبناءُ الوغى ذبَّلَ القنا … خفافا إلى الضيم الذي يدفعونهُ
يدوسون ظهر الخطب خيفتْ وعورهُ … يسوقون أبكارَ الكلام وعونُه
فإنكَ من ملَّكته الودَّ مرخصا … فلم أك مع إرخاص بيعي غبينهُ
وأقسمتُأني قد ظفرتُ ببغيتي … لك الله من خلٍّ صدقتُ يمينهُ
وعندي لك المستغنياتُ بنشرها … عن الطِّيبِ يكفينَ العلا ما ولينهُ
يجبنَ الملا حتى يخضنَ بحورهُ … بأحمالهنَّ أويلجنَ حصونهُ
إذا وسمتْ بالعزَّ عرضك ألبستْ … عدوَّك ذلاًّ عمَّ وسماً جبينهُ
تخيَّلتُ عقلَ الدهر لي مذ كفلتني … وأغفلتني شيئاً فجنَّ جنونهُ
وحسبك عتبُ المهرجان شهادة ً … إذا كنتَ في النيروز تقضى ديونهُ