بطرفِّكَ والمسحورُ يقسمُ بالسَّحرِ – مهيار الديلمي

بطرفِّكَ والمسحورُ يقسمُ بالسَّحرِ … أعمداً رماني أم أصاب ولا يدري

تعرَّضَ لي في القانصينَ مسدِّدَ ال … إشارة ِ مدلولَ السِّهامِ على النَّحرِ

رمى اللَّحظة َ الأولى فقلتُ مجرِّبٌ … وكررها أخرى فأحسستُ بالشَّرِّ

فهلْ ظنَّ ما قدْ حرَّمَ اللهُ منْ دمي … مباحاً لهُ أم نامَ قومٌ على الوترِ

بنجدٍ ونجدٌ دارُ جودٍ وذمَّة ٍ … مطالٌ بلا عسرٍ ومطلٌّ بلا عذرِ

وسمراءُ ودَّ البدرُ لو حالَ لونهُ … إلى لونها في صبغة ِ الأوجهِ السُّمرِ

خليليَّ هلْ منْ وقفة ٍ والتفاتة ٍ … إلى القبَّة ِ السَّوداءِ منْ جانبِ الحجرِ

وهلْ منْ أرانا الحجَّ بالخيفِ عائدٌ … إلى مثلها أو عدَّها حجَّة َ العمرِ

فللهِ ما أوفى اللاتِ على منى ً … لأهلُ الهوى لو لمْ تحنْ ليلة ُ النَّفرِ

لقدْ كنتُ لا أوتى منَ الصَّبرِ قبلها … فهلْ تعلمانِ اليومَ إلى أينَ مضى صبري

وكنتُ ألومُ العاشقينَ ولا أرى … مزيَّة ً ما بينَ الوصالِ إلى الهجرِ

فأعدي إلى الحبِّ صحبة ُ أهلهِ … ولمْ يدري قلبي أنَّ داءَ الهوى يسري

أيشردُ لبِّي يا غزالة َ حاجرٍ … وأنتِ بذاتِ البانِ مجموعة ُ الأمرِ

خذي لحظَ عيني في الغصوبِ إضافة ً … إلى القلبِ أو ردِّي فؤادي إلى صدري

وإلاَّ فظهرَ الهجرِ أوطاُ مركبا … إذا خنتِ واستوطأتِ لي مركبَ الغدرِ

وإنِّي لجلدُ العزمِ أملكُ شهوتي … وأعرفُ أيَّامي وأقوى على سرِّي

وأحملُ أثقالَ الحبيبِ خفيفة ً … ولكنَّ حملَ الضَّيمِ ثقلٌ على ظهري

ولا يملكُ المولى وفائي بنكثهِ … ولا يشتري معروف ودِّي بالنَّكرِ

ومنْ دونِ ضيمي بسطة ُ الأرضِ والسَّرى … وخوضُ الدَّياجي وامتعاضُ الفتى الحرِّ

وإنِّي منْ مولى الملوكَ ورأيهُ … وسلطانهُ بينَ المجرَّة ِ والنَّسرِ

فلا انا مغمودٌ ولا أنا مسلمٌ … وفي سيفهِ عزِّي وفي يدهِ نصري

تعالى بركنِ الدِّينِ صوتي وشيَّدتْ … محاسنهُ وصفي وسارَ بها ذكري

وكانَ إلى الدَّهرِ بالشَّرِّ ناظراً … فغمَّضَ عني جودهُ ناظرَ الدَّهرِ

وإنْ كانَ هذا القولُ قدماً يطيعني … فقدْ زادَ بسطاً في لساني وفي فكري

وكنتُ لهُ نجماً فلمَّا مدحتهُ … كساني سنا إقبالهِ بلجة َ الفجرِ

إليكَ مليكَ الأرضِ ألقتْ ملوكها اض … طراراً عنانَ النَّهيِ في الأرضِ والأمرِ

ودانَ لكَ الغرُّ الميامينُ منْ بني … بويهْ كما دانَ الكواكبُ للبدرِ

رأوكَ فتاهمْ في الشَّجاعة ِ والنَّدى … وشيخهمْ المتبوعَ في الرأيِ والعمرِ

فأعطوكَ طوعاً ما تعذَّرَ منهمُ … على كلِّ باغٍ بالكراهة ِ والقسرِ

نظمتَ لهمْ عقدَ العلا وفضلتهمْ … فأصبحتَ وسطَ العقدِ في ذلكَ النَّحرِ

لكمْ أوَّلُ الدُّنيا القديمُ وعنكمُ … يكونُ قيامُ الأمرِ في ساعة ِ الحشرِ

وما الملكُ إلاَّ ما اختبى متمدِّحاً … بأيَّامكمْ فيهِ المحجَّلة َ الغرِّ

ولا الدَّهرُ إلاَّ ما تقلَّبَ صرفهُ … على ما قسمتمْ منْ يسارٍ ومنْ عسرِ

ولا تطعمُ الدُّنيا بنيها سوى الذي … تشيرونَ منْ حلوٍ إليهِ ومنْ مرِّ

بكمْ يصبحُ الدِّينَ الحنفيُّ آمناً … إذا باتَ مخلوعَ الفؤادِ منَ الذُّعرِ

ما برحتْ أبياتكمْ في ابتنائهِ … دعائمَ للخطِّيِّ والقضبِ البترِ

وأنتَ الذي كنتَ الذَّخيرة َ منهمُ … قديماً إذا الرحمنُ باركَ في الذُّخرِ

فلو بقى الماضونَ منهمْ تمثَّلوا … مملككَ في ملكٍ وعصركَ في عصرِ

إذا ما أرادَ اللهُ إحياءَ دولة ٍ … بغاكَ بنوها بالخديعة ِ والمكرِ

وإنْ شاءَ في دهمانِ قومٍ إبادة ً … رماهمْ بدهمٍ منْ جيادكَ أو شقرِ

ومنْ ملَّ طولَ العمرِ والعزِّ قادهُ … لكَ الحينُ في حبلِ الشَّناءة ِ والغمرِ

قسمتَ بكفَّيكَ المنيَّة َ والغنى … للهفانَ يستجدي وعضبانَ يستشري

فأنتَ غذا شمتَ الظبا قاتلُ العدا … وأنتَ إذا شمتَ النَّدى قاتلُ الفقرِ

فلا زالَ معقوداً عطاؤكَ بالغنى … ولا زالَ معقودا لواؤكَ بالنَّصرِ

وزاركَ بالنَّيروزِ أيمنُ قادم … سرى لكَ في وفدِ الرَّجاءِ الذي يسري

جديداً على العامِ الجديدِ مؤمِّراً … ِكما أمركَ الماضي على العبدِ والحرِّ

تزخرفُ منهُ الأرضُ في حلى روضها … بما كسيتْ منْ صبغِ أيَّامكَ الخضرِ

كأنَّ الربيعَ منْ صفاتكَ يمتري … وشائعهُ ومنْ سجاياكَ يستقري

فطاولْ بهِ عدَّ السَّنينِ مفاوتاً … بعمركَ مقدارَ الإحاطة ِ والحصرِ

متى تطوِ ملكاً تنتشرُ لكَ بعدهُ … ممالكُ لا تبلى على الطيِّ والنَّشرِ

وحيَّاكَ منِّي بالمديحِ مبشِّرٌ … خمائلُ لمْ تنبتْ على سبلِ القطرِ

لها مددٌ منْ خاطرٍ غيرِ ناضبٍ … ملئٍ إذا كافا الصَّنيعة بالشُّكرِ

خدمتكَ منها بالمحصَّنة ِ التي … عليها أحامي والمخدَّرة ِ البكرِ

فكرَّمتني لما قبلتَ نكاحها … وزيَّدتَ من فضلي وضاعفتَ منْ قدري

وملَّكتني قلباً كريماً ولمْ أكنْ … أظنُّ قلوبَ الأسد تُملكُ بالشِّعرِ

فقمتُ على ظلٍّ منَ الأنسِ باردٍ … ومن هيبة ِ الملكِ العقيمِ على الجمرِ

ولكنَّها قدْ موطلتْ بمهورها … ولا بدَّ في عقدِ النِّكاحِ منَ المهرِ

وممَّا شجاها أنْ تضلَّ وسيرها … مع النَّجمِ أو تظما على ساحلِ البحرِ

وخيرُ العطايا ما يرادُ بهِ العلا … وما كلُّ جودٍ باللُّجينِ وبالتَّبرِ

وما بي إلاَّ أنْ نسيتَ فراعني … لتعلمَ أنِّي منْ رعاكَ على ذكرِ