بردي يا سحب – إيليا أبو ماضي

رضيت نفسي بقسمتها … فليراود غيري الشّهبا

كلّ نجم لا اهتداء به … لا أبالي لاح أو غربا

كلّ نهر لا ارتواء به … لا أبالي سال أو نضبا

ما غد ، يا من يصوره … لي شيئا رائعا عجبا

ما له عين و ل أثر … هو كالأمس الذي ذهبا

أسقني الصهباء إن حضرت … ثمّ صف لي الكأس و الحببا

ليس يرويني مقالك لي … أنّها العقيان منسكبا

إنّ صدقا لا أحسّ به … هو شيء يشبه الكذبا

لا ينجي الشاه من سغب … أنّ في أرض السّهى عشبا

ما على من لا يطيق يرى … نوّر الوادي أو اكتئبا

ما يفيد الطير في قفص … ضاق هذا الجوّ أو رحبا

برّدي ، يا سجي ، من ظمأي … واهطلي من بعد ذا ذهبا

أو فكوني غير راحمة … حمما حمراء لا سحبا

ولأكن وحدي لها هدفا … و لتكن نفسي لها حطبا

أنا من قوم إذا حزنوا … وجدوا في حزنهم طربا

و إذا ما غاية صعبت … هوّنوا بالترك ما صعبا