بدينكَ بعدما انفرقَ الجميعُ – مهيار الديلمي

بدينكَ بعدما انفرقَ الجميعُ … أتصبرْ أمْ يروعكَ ما يروعُ

تداعوا بالنّوى فسمعتُ صوتاً … يودُّ عليهِ لو صمَّ السميعُ

وزمّوها مسنَّمة ً بطانا … تغصُّ بها النمارقَ والقطوعُ

حواملَ كلَّ ما شكتْ المطايا … ولكنْ كلَّ ما شكرَ الضجيعُ

تكلَّفها الحداة ُ ببطنِ خبتٍ … منَ الاحداجِ ما لا تستطيعُ

إذا ما خفَّ أو نهضَ النواجي … مشتْ منها الحصيرة َ والظليعُ

وفي الاظعانِ متّهمٌ بريءٌ … بنخوتهِ ومحفوظٌ مضيعُ

ومنتقضٌ كنانتهُ بنجدٍ … لهُ بالغورِ مقتنصَ صريعُ

ومنْ سرِّ العشيرة ِ منْ معدَّ … مكانَ النجمِ باذلة ٌ منوعُ

عصيَّ الردفِ ليِّنة َ التثّني … تقّسمَ خصرها شبعٌ وجوعُ

إذا سئلتْ فرامحة ٌ زبونٌ … وإنْ وعدتْ فخالبة ٌ لموعُ

جرى بهمُ أشى ٌّ فعبَّ بحرَ … حمولهمُ سفائنهُ القلوعُ

غواربَ فارتجعتْ إليّ طرفي … يناشدُ ذا الاراكِ متى الطلوعُ

ألا هلْ والمنى سفهُ وحلمٌ … وصادقة ٌ تسرّكَ أو خدوعُ

لظمآنٍ ببابلَ منْ سبيلٍ … إلى الماءِ الّذي كتمَ البقيعُ

وباناتُ على إضمٍ رواءُ … سقاها كأسُ نخبتها الربيعُ

تقوّدها الصّبا غصناً لغصنٍ … فتعصى في المقادة ِ أو تطيعُ

ترنّمُ فوقها ورقَ العشايا … لمغتبقٍ سلافتهُ الدموعُ

يظنُّ الغادرونَ بكاي خرقاً … وأنَّ وفايَ بعدهمُ خضوعُ

وليسَ وإنّما زمنٌ تولَّى … بغرّبَ ما لفائتهِ رجوعُ

وعهدُ ضاعَ بينَ يدي وخصمي … وما يرعاهُ مثلي لا يضيعُ

وقبلكمُ صعبتُ على الملاوي … فطارَ على النزاعَ بي النزوعُ

ومرّتْ سلوة ُ بصدوعِ قلبي … فماتَ الداءُ والتأمَ الصدوعُ

وهممٍ قدْ قريبُ فباتَ عندي … لهُ الوجناءُ والعطنُ الشريعُ

أضمُّ صرامة ً جنبيَّ منهُ … على أضعافِ ما تسعُ الضلوعُ

وقافية ٍ طفتْ فنهستُ منها … بفيَّ مكانَ لا يرقى اللّسيعُ

يسوغُ الشهدُ منها في لهاتي … وفيها الصابُ والسمُّ النقيعُ

إذا ما راضها غيري تلوّثْ … تلّوي البكرِ حارفهُ القطيعُ

وحاجة ِ ماجدِ اليدِ مستطيلٍ … إلى الغاياتِ يقصرُ أو يبوعُ

حبيبٌ عندهُ طولَ اللّيالي … كأنَّ سهادهُ فيها هجوعُ

ركبتْ إلى الخطارِ بها زماعي … وناحية ً مسابحها الهزيعُ

إذا زفرتْ منَ الظمأ المطايا … فليلة ِ عشرها أبداً شروعُ

خوارقَ في أديمِ الأرضِ طوراً … وأحياناً خاطُ بها الرقوعُ

إذا اختلفتْ أسامي السيرِ يوماً … فكلَّ أسمٍ لمسراها السريعُ

تمَّيمٌم بني أسدٍ بيوتاً … ببابلَ جارها الجبلُ المنيعُ

وتشقُ منْ ثرى عوفٍ تراباً … ينمُ بطيبهِ الكرمُ الرديعُ

يضعنَ عليهِ أعناقاً رقاقا … بها منْ غيرِ ذلّتها خشوعُ

إذا قيدتْ بجوٍّ مزيديٍّ … لواها الخصبُ والوادي المريعُ

طوالبُ ثابتٍ حيثُ اطمأنّتْ … منَ المجدِ الذوائبُ والفروعُ

إذا غنيِّنَ باسمِ أبي قوامٍ … ترنّحتْ القوائمُ والنسوعُ

طربنَ لضاحكَ العرصاتِ تغني ا … لرياضُ بهِ ويبتهجُ الربيعُ

وريَّ الوجهِ يظهرُ ثمَّ يخفى … وراءَ لثامهِ الفجرَ الصديعُ

اذا اعتقلَ القناة ُ ندى ً وبأسا … تلاقى الماءُ فيهِ والنجيعُ

كريمُ الاريحيّة ِ تطّبيهِ … رياحَ المجدِ تكتمَ أوتشيعُ

يروعّهُ الغني لمْ يبنِ مجداً … وتبطرهُ الخصاصة ُ والقنوعُ

إذا ابتاعَ المكارمَ لمْ يسفّهِ … منَ الأعواضِ ما فيها يبيعُ

أنافَ بهِ على شرفُ المعالي … سموُّ النفسِ والحسبُ الرفيعُ

وبيتٌ بينَ عاضرة ٍ وعوفٍ … تناصى عيصهُ الشُّرفُ الفروعُ

إذا الأنسابُ أظلمتْ استتبّتْ … لكوكبهِ الإضاءة ُ والنصوعُ

منَ النفرِ الّذينَ همْ اتحاداً … كوسطى العقدِ في مضرٍ وقوعُ

تحصِّنهمْ حواضنُ مكرماتٌ … ففاتَ الكهلَ طفلهمُ الرضيعُ

ومدّوا منْ خزيمة َ خيرَ عرقٍ … إذا لمْ يكرمْ الفحلُ القريعُ

إذا جلسوا تجمّعت المعالي … وإنْ ركبوا تفرّقتْ الجموعُ

لهمْ حلبُ النّدى وحبا المقاري … إذا جفّتْ منْ ألسنة ِ الضروعُ

إذا خمدَ الوقودُ ذكتْ وجوهٌ … تضيءُ لهمْ وأعراضٌ تضوعُ

يشبُّ الحربَ منهمْ مطفئوها … ويعطي الأمنَ فيهمْ منْ يروعُ

إذا نبتِ السيوفُ مضتْ قلوبٌ … وإنْ قصرَ القنا وصلتهُ بوعُ

ولمْ يتدرعوا سقفاً ولكنْ … جسومٌ تستجنُّ بها الدروعُ

مضوا سلفاً وجاءَ أبا قوامٍ … فأقبلَ سرُّ معجزهمْ يذيعُ

فكانَ البدرَ تصغرُ جانبيهِ ال … كواكبُ وهي ثاقبة ٌ طلوعُ

غذا وزنوا بهِ رجحتْ عليهمْ … موازينٌ بسوددهِ وصوعُ

هو الأسدُ الوحيدُ إذا أغاروا … وفي الشُّورى هو الرأيُ الجميعُ

وقاكَ حذاركَ المالُ الملقَّى … وبلّغكَ المنى السيفُ القطوعُ

وكانتْ نفسكَ المدفوعُ عنها … بصبركَ كلّما جزعَ الجزوعُ

وساقَ لهُ الغريبَ منَ المعالي … غريبٌ منْ خلائقها بديعُ

كما وقّيتَ أمسَ وقدْ تقصّى … علاقة َ جسمكَ الداءُ الوجيعُ

محي تلكَ الكلومَ العورَ ماحٍ … وعفَّى ذلكَ الوسمَ القطيعُ

وكنتُ السيفَ جوذبَ منْ صداهُ … بصقلٍ وهو مخبورٌ صنيعُ

وكانَ معطّلاً فغدتْ عليهِ … حليٌّ ما تثلَّمَ أو رصوعُ

وظنّ بكَ العدا أنْ يبلغوها … منى ً وأبيكَ فاركة ً شموعُ

فردْ حوضَ البقاءِ وهمْ عطاشٌ … وطرْ بالمكرماتِ وهمْ وقوعُ

وعشْ تبلغكَ منّي شارداتٌ … زوائرُ كلّما هجر القطوعُ

لها في الحسنِ ينبوعٌ مديدٌ … وفي الاعجازِ جنيٌّ مطيعُ

تقودُ اليكَ أبكارَ المعاني … وفي الشِّعرِ المكرَّرِ والرجيعُ

تخازركَ العدا حسداً عليها … إذا غنّى بها الّسنُ الدليعُ

لكَ الإفراطُ منها والتغالي … ومنكَ لها التطوُّلُ والصنيعُ

فلا تقطعْ لها رسماً فأنتَ ا … لربيعُ ووقتُ نائلكَ الربيعُ