بديعة – محمد مهدي الجواهري

هُزِّي بنصفِكِ واتركي نصفا … لا تحذَري لقَوامكِ القصفا

فبحَسْبِ قدِّكِ أنْ تُسنِّدَه … هذي القلوبُ ، وإنْ شكتْ ضَعفا

أُعجبتُ منكِ بكلِّ جارحةٍ … وخصَصتُ منكِ جفونَك الوَطفا

عشررنَ طرفاً لو نُجمِّعها … ما قُسِّمتْ تقسيمَكِ الطرفا

تُرضينَ مُقترباً ومُبتعِداً … وتُخادعِينَ الصفَّ فالصفّا

أبديعةٌ ولأنتِ مُقبِلةً … تستجمعينَ اللُّطفَ والظَّرفا

ولأنتِ إنْ أدبرتِ مُبديةٌ … للعينِ أحسنَ ما ترى خَلْفا

هُزِّي لهم رِدفاً إذا رغِبوا … ودعي لنا ما جاورَ الرِّدفا

ملءُ العيونِ هما وخيرُهما … ما يملأُ العينينِ والكفّا

وكلاهما حسنٌ وخيرُهما … ما خفَّ محمِلُه وما شفّا

هذا يرفُّ فلا نُحِسُّ بهِ … ويهزُّنا هذا إذا رَفّا

وتصوّري أنْ قد أتتْ فُرَصٌ … تقضي بخطفِ كليهما خطفا

فبدفَّتَيهِ ذاكَ يُبهضنا … في حينَ ذاكَ لرقةٍ يخفى

ونَكِلُّ عن هذا فنَطْرَحُهُ … ونُحِلُّ هذا الجيبَ والرفا

ونزورُه صبحاً فنلثِمُهُ … ونَضُمُّهُ ونَشَمُّهُ ألفا

ونَبُلُّهُ بدمِ القلوبِ ، وإنْ … عزَّتْ ، ونُنعِشُهُ إذا جفا