ببندر السَّلام أم باب السلامْ – ابن شيخان السالمي

ببنـدر السَّـلام أم بـاب السـلامْ … أتيتِ يـا نسمـاء أم دار السـلامْ

أم هـذه نفحـة غيـداء بــدت … بوجههـا تهتـك جلبـاب الظـلامْ

مرَّت تمج المسك في وجه الدجـى … وغصّت الوهـاد منهـا والأكـامْ

فأمستِ الناس حيارى هل هي الش … مس بدت ليـلاً أم البـدر التمـامْ

وطلعـةُ الشمـس محيّاهـا سنـاً … وبهجة والثغـر جوهـر النظـامْ

قد لبست لأمةَ حـرب مـن سنـا … صفاتهـا ثـم تجـلّـت لـلأنـامْ

فجـردت مـن لحظهـا مهـنّـداً … واعتقلت سُمْرَ القنـا ثـم القـوامْ

من صورة من وجههـا وشعرهـا … بالنور والظلمة في أهـل الغـرامْ

ما استقبلت جيش هـوى إلا غـدا … بيـن هـلاك وجـراح وانهـزامْ

ولا تجـلـت للنـهـى وللمَـهَـا … إلا ووالتهـا القـيـاد والـسـلامْ

عَنَت لها القلوب طوعـاً وجـرى … على الجسوم من قَضا الحب احتكامْ

تملكـت قلـوب أربـاب الهـوى … واستخدمتهـم بالأسـى وبالهيـامْ

علمت النفـور غـزلان الحمـى … واللفتـات الرابـيـات بالسـهـامْ

وعلمت حسـن التثنّـي بانـة ال … وادي وأعطاف العوالـي والبشـامْ

وأخـذت منهـا أزاهيـر الـفـلا … طِيباً فمن نكهتهـا ريـح الخـزامْ

وألبست من نورها الشمـس سنـا … لا وكست من شعرها ليل الظـلامْ

واستقبلتنـي بمحيـا لـو سـرت … نضرتـه بوجـه مُقْـعَـدٍ لَـقـامْ

تلهـبـت وجنتـهـا مـحْـمَـرّةً … وقام منها في حشا الصب ضـرامْ

واعَجباً من خالهـا لـم يحترقـق … وأحرقت قلب المعنّـى المستهـامْ

وخالـهـا بـنـارهـا مُـنَـعَّـمٌ … وإنهـا عليـه بــرد وســلامْ

سخت بطيب وصلهـا ولـم يكـن … مـن حاجـز يمنعنـا إلا الحـرَامْ

أدركتُ منهـا بغيتـي كمثـل مـا … أدرك من يرجو سليمـان الهمـامْ

ذاك جمال العـرب اللمكـي مـن … قام على عرش الجميـل واستقـامْ

مبـارك الطلعـة مجمـوع الثنـا … مؤيـد الحجـة مرفـوع المـقـامْ

لـه أيـادٍ لـم تـزل تنهـلّ مـن … يديه للنـاس كمـا انهـل الغمـامْ

ببابـه مــن مـرتـجٍ وملـتـجٍ … ومجتـد ومهـتـدٍ دوم الـرخـامْ

لحـق مـولاه وحــقّ خلـقـه … مراقـب بـذا وذا لـه الـتـزامْ

ففي عبـارة يـرى طـوراً وفـي … إفادة أخرى وأخـرى فـي طعـامْ

ذو جانـب للحلـم فيـه موضـع … وجانـب فيـه محـل الانتـقـامْ

فيـه تــودد لــذي مسكـنـة … وشـدة لـذي العـلـو والأثــامْ

كريـم خلـق وعظـيـم رفــده … فمَّا يشوب العرض من هـزل وذامْ

رفد المساكيـن وأربـاب الطَـوى … رشد السَّلاطين فأهـل الاحتـرامْ

ذَو رحـلات فـي العُـلا معتبـر … فيها صَلاح ما مضى ومـا أقـامْ

ذو خيرة في الـدول الغُـرّ ومـا … يكون منها مـن شتـات وانتظـامْ

له مغاصٌ في العلـوم لـم يـزل … يخـرج منـه دُرُّ نثـرٍ ونـظـامٍ

في وجهه البدر وفي يمينـه الـبَ … حْرُ وفي حسامه المـوت الـزؤامْ

عارٍ من النقص وكم عـار اتـى … حِمـاهُ فاكتسـى بأبـرار جسـامْ

يهتز للمعـروف والفضـل علـى … عُفاتِه اهتـزازَ مصقـولِ الحَسـامْ

أيـا سليمـان عـددنـاك لـنـا … عوناً على شدائد الدهـر العظـامْ

جئناك نبغي منـك توسعـاً إلـى … أن يقضي الله لنـا نيـل المـرامْ

عـلـيَّ ديــنٌ ولــديَّ ذمــة … فوراً ومثلي مـن يـؤدّي الذمـامْ

ولم تـزل أشبالـك الأفيـال فـي … عافيـة يقفـون منهـاج الكـرام

لا زلتَ قَوَّامـاً بأعبـاء الـورى … تحسباً لِلأخرى فـي يـوم القيـامْ

ولم تـزل فـي عيشـة صافيـة … محروسة بالشكر مالهـا انصـرامْ

وكعبـة المعـروف أنـت والـذي … يحجّهـا مـن كـل فـج للأنـامْ

ولم نزل نشكـر مسعـاك علـى … فعـل الجميـل بالوفـاء والتمـامْ