بانوا فهل من بعدهم يبرينُ – ابن شيخان السالمي
بانوا فهل من بعدهم يبرينُ … أسلو بها إني إذاً لَخئُونُ
لا المنظر الحسن البهيج بمنظر … حسنٍ ولا الماء المعَينُ مَعينُ
وثراه لا مِسك ولا روضاته … وردٌ ولا نَسرينه نسرينُ
لما نأت عنه الحِسَان وعصفرت … يومَ الوداع خدودَهنَّ جفونُ
كيف السلوُّ ومهجتي حثَّت بها … نُجُب لها بالرقمتين رزين
فمَنِ الضمين لديّ حتى يرجعُوا … عربٌ لهم وسط الفؤاد سكونُ
عهدي بذاك احي فوق متونه … تختال في وشي الحرير العِينُ
أيام لهوٍ طالما أهدت لنا … مِنناً وأسفر وجهها الميمونُ
إذ وِرْدنا عذبٌ ومربع عيشنا … خِصب وحبل الشمل فيه متينُ
والفيْءُ لا متنقِل والحوض لا … متكدر والمنُّ لا ممنونُ
بيض الخصال تظن أن محمداً … مسحت عليها من نَداه يَمينُ
مالي وما للحادثات تنوشني … وهو الصنيع الباتر المسنون
السيّد المفضال والركن الذي … يلجأ إليه الخائف المحزونُ
القائد الشم الأنوف يقوده … مفروضُ دين الله والمسنونُ
مولى تُساسُ به الأمور فرأْيه الأ … عْلىَ الأجل وكل رأيٍ دونُ
لا أرعنٌ لجب لديه أرعن … لجب ولا حرب الزبون زبونُ
لم يكترث أن ينتحي عنهُ الثرى … المِيْئات والآلاف والمليونُ
وكذلك لم يفرح بما يُؤتي ولو … أعطاه فتحَ كنوزه قارونُ
أرخاه تيمور على كرسيّه … عَلَماً فقام سريره الموضونُ
حفظ الأمانة ثم لم يتلع لها … عنق ولم يشمَخ لها عِرنينُ