النفثة – محمد مهدي الجواهري
السَّلم لا يُجدي بيوم الكفاحْ … فاستقبلِ الأيام شاكي السلاحْ
واغتنمِ العمرَ وساعاتِه … فانها تمر مرَّ الرياح
حسبُك فيما قد بقي عِبرةٌ … لا يَرُح اليومُ اذا الأمسُ راح
آهٍ على الفُرصةِ ضيعتَها … والآن إذ تطلُبها لا تُتاح
بالعزم نِلْ يا شرق ما لم يُنَلْ … فالغرب قد طار بِهذا الجَناح
لا تك مهما اسطعت رِخو الجماح … واستنزلِ الدهرَّ على الإقتراح
يكفيك ما كابدتَ من ذِلّة … الملكُ قد فُرِّق والعرش طاح
هلاّ إلى مَكْرُمةٍ خُطوةٌ … يا شرق يا ذا الخُطُوات الفِساح
يا أمةً أعمالُها طفرةٌ … بُشراك قد انتجت قبل اللِّقاح
سائمةُ الحيِّ اطمأنتْ به … مرعىً خصيبٌ ونميرٌ قراح
أْلجِد ما تُضمر من طيّةٍ … وكل ما نُعلن عنه مزاح
نُحْتُ وغنَّيتُ ولا مِيزةٌ … قَبْلِيَ كم غنّى هزارٌ وناح
لا غرو أنْ سال قصيدي دماً … فانَّ قلبيْ مثخنٌ بالجِراح
يا ظلمةً قد طبقّتْ موطني … دومي : فشعبي لا يُريد الصّباح
الشؤم قد أوهم أوطاننا … أن ليس يُجدي المرء إلا النِّياح
ما لبلادي فظّةٌ روحُها … بعيدة عن هزةِ الارتياح
من لي بشعبٍ واثقٍ آمنٍ … غُدُوُّهُ لغايةٍ والرَّواح
قد فَوَّضَ الأمرَ لشُبانِهِ … فكُلِّلتْ أعماله بالنجاح
تَوَّجَهُ الوعيُ بألطافه … بِشراً كما تُوِّجَ زهرُ البِطاح