النشيد الخالد – محمد مهدي الجواهري

تزاحمت الآمال حولكِ وانبرتْ … قلوب عليهنَّ العُيون شواهدُ

مشت مهجتي في إثرِ طرفِكِ واقتفت … دليل الهوى والكلُّ منهنَّ شارد

حُشاشةُ نفسٍ أجهدت فيك والهوى … يطاردها عن قصدها وتطارد

أجابت نفوسٌ فيك وهي عصية … ولانت قلوب منك وهي جلامد

أعلَّ السُّها مسرى هواك وأوشكت … تَنازَلُ عن أفلاكهنَّ الفراقد

ورغبَني في الحب ان ليس خالياً … من الحب إلا بارد الطبع جامد

إذا كان وحي الطرف للطرف مدليا … بأسرار قلبينا فأين التباعد

خليلي ما العين في الحب ريبةٌ … إذا كُرمت للناظرين المقاصد

ولي نزعات أبعدتها عن الخنا … سجية نفس هّذبتها الشدائد

أقاويل أهل الحب يفنى نشيُدها … وأما الذي تُملي الدموع فخالد

وما الشعر إلا ما يزان به الهوى … كما زَيّنت عطلّ النحور القلائد