الكأس الباقية – إيليا أبو ماضي

أيّها الشاعر الذي كان يشدو … بين ضاح من الجمال وضاحك

جلل أن يصيدك القدر الأعمى … ويمشي مقصّه في جناحك

موكب الشعر تائه في فضاء … ليس فيه سوى حطيم سلاحك

والبساتين ، والبلابل فيها … تتغنّى، حزينة لرواحك

قنعت بالنواح منك فلّما … زال عاشت بذكريات نواحك

والدجى ، والنجوم تسطع فيه، … واجم حسرة على مصباحك

تلمس العين أينما لمسته … جمرات التياحنا والتياحك

قد تولّت جلالة السحر عنه … واضمحلّت مذ صار غير وشاحك

هبطت ربّة الحياة لكي تكب … خمر الجمال في أقدامك

فإذا أنت في السرير مسجّى … صامت كالطيوف في ألواحك

فتولّت مذعورة تلطم الوجة … ويبكيك، يا قتيل سماحك

سبقتها إلآهة الموت كي تخظى … ولو باليسير من أفراحك

ويحها ويح حبّها من أثيم … طردتنا ولم تقم في ساحك

أيبست روضك الجميل ، ولم تظفر … بغير التّراب من أدواحك

ذهب الموت بالكؤوس جميعا … غير كأس ملأتها من جراحك