الشهيد قيس – محمد مهدي الجواهري

يا قيسُ : يا لُطفَ الربيعِ … ووقدَ رَونقه الشَبُوبِ

يا قيس : يا همسَ الحبيب يذوب … في سَمع الحبيب

يا قيس : يا هَزَج الرُعاة يَشيعُ … في الحقل الخَصيب

يا قيس : يا شَجْوَ ” الهزار ” … يُهيبُ بالغصن الرطيب

يا قيس : يا حُلُمَ ” العذاري ” … يزدَحِمْنَ على ” القَليب “

يا قيس : يا ذَوْبَ ” الغَضارة ” … قُطِّرت بأرَقِّ كُوب

يا قيس : يا لَحْنَ الحياة … ونغمةَ الأمَلِ الرَتيب

يا قيس : يا لمحَ السَنا … يا قيسُ : يا نفْحَ الطُيُوب

يا قيس : هل تَدري بما … خلَّفتَ بعدَك من نُدوب

وبما غَمَرْتَ البيتَ من … فَيْض الصَّبابة والوَجيب

وبما جَلَبْتَ لـ ” ثاكلٍ ” … حَرّى ومُحتَسِب حرَيب

الوالدانِ – عليك يا قيسُ … المدلَّلُ – في لُغُوب

يتعلَّلانِ بلَمح وجهِكَ … في الشُروق وفي الغُروب

ويغالِطانِ النَومَ عنك … بطَيِفك المَرحِ الطَروب

ويراجعانِ تَلاوُماً … نفْسَيهما ، صُنعَ المُريب

يتبادلانِ أساهُما … شَكوى الغريبِ إلى الغريب

يا قيسُ أُمُّك لا تزالُ … تعيشُ بالأمَل الكَذوب

تهفو لقَرْع الباب في الجِيئات … منكَ وفي الذهوب

وتظَلُّ تسألُ مَخْدَعاً … لك عن هجوعِك والهُبوب

يا قيسُ : يا رمزَ الشهادةِ … عُطِّرت بدَمٍ خَضيب

كرَّمتَ بالكَفَن المخضَّب … منك والخدِّ التَريب

وطناً بمثلك من بنيه … يَستجيرُ من الخُطوب

ويرُد أنصبةً أليهم … ما حَبوه من نَصيب

بالمجدِ تَخلعُه الحُقوبُ … عليهِمُ تلوَ الحقوب

والغار تَضفِرُهُ لهمْ … رَيانَ من طَفَح القلوب

يا قيسُ : يا قيسُ الملوِّح … في شبابك بالحُروب

الشعب يثأرُ من ” رُماتِك ” … في بعيدٍ أو قريب