الشاعر السليب – محمد مهدي الجواهري
“بَلِينا وما تَبْلى النجوم ” الرواكدُ … رسومٌ عَفَت منها العلا والمحامدُ
أصاخَ بها للجهل طيرٌ مشردَّ … وسابت بها للغي رُقْمٌ أساود
وليلة بتنا بالغريّ بساطُنا … رياض ، ومن خد الشقيق الوسائد
تخال الصبَّا إما سرت كفَّ لا قط … وقد نُظِمتْ للطلِّ فيها فرائد
تجمع للأحزان جو ملبدٌ … وهبّت من البلوى رياحٌ رواكد
ومما شجا أن الثلاثة قادهم … لما قادني حَظٌ عن الكل شارد
صغارٌ بغوا للنحو شرَّ وسيلة … تضِل بها للسالكين المقاصد
يقولون أعْرب قام زيد وخالد … وما جرّ الا الشؤمَ زيد خالد
فقلتُ: لئن قاما فذاك الفعل حاضر … وقد بان عما تسألون الشواهد
وقالوا : جلاميدٌ أقيمت مَحْارِباً … فقلت : جسومٌ دونهن الجَلامد
فلما دنونا وانجلى ضوء بارق … من الحق ، جلّى الظن ُ ، والظن فاسد
هناك التقى الجِنُحان منها وأخفقا … ضعيفان مقصودٌ هناك وقاصد
وما منهمُ الا كما البرجُ ناهض … علينا ومثل الكلب للتُرب ساجد
يقولون : لا تَهمِس ، وبالهمس قولهم … فقلت : استوى منا خليُّ وواجد
أراكم ” حسبتم كل بيضاء شحمةٍ” … من الناس أو ضاقت عليكم فدافد
وإلا فهل اغنتكُمُ عن طرائف … من المال هذى البالياتُ الأوابد
لهم حسب في اللؤم دقَّت عروقُهُ … طوارفُه تسمو بهِم والتوالد
مُحالاً أرى تصحو من الغي قفرة … أراذلها تُكسى تَعرى الأماجد
لئن سلبوا ثوباً أرَّثَّ فبعدما … كستهم ثياب العار مني القصائد