الذئاب الخاطفة – إيليا أبو ماضي
ما بالهم نقضوا العهود جهارا … و تعمّدوا الإيذاء و الإضرارا ؟
و استأسدوا لمّا رأوا ليث الشّرى … عاف الزئير و قلّم الأظفارا
داروا به و الشّر في أحداقهم … ذا يدّعي حقّا و ذلك ثارا
لؤم لعمر أبيك لم ير مثله … التاريخ منذ استقرأ الأخبارا
و خيانة ما جاءها القوم الألى … تخذوا مع الوحش القفار ديارا
أمسى يحرّض عاهل الألمان عن … أمسى يحرّض في الخفا البلغارا
أمعاشر الإفرنج ليس شهامة … ما تفعلون إذا أمنتم عارا
أمن المروءة أن يساء جوارنا … في حين أنّا لا نسيء جوارا ؟
أمن المروءة أن يطأطيء تاجه … ملك ليملك في الثرى أشبارا ؟
ألبغي مرتعه وخيم فاعلموا … و الظلم يعقب للظلوم دمارا
إن تحرجوا الرئبال في عرينه … يذر السّكوت و يركب الأخطارا
و كما علّمتم ذلك الجيش الذي … يأبى و يأنف أن يرى خوّارا
فالويل للدنيا إذا نفض الكرى … و الويل للأيّام إمّا ثارا
إنّي أرى ليلا يخيّم فوقنا … لا ينجلي حتّى يشبّ النارا
فحذار ثمّ حذار من يوم به … يجري النجيع على الثرى أنهارا
يوم تباع به النفوس رخيصة … يوم يقصّر هوله الأعمارا
يوم يكون به الجميع عساكرا … و الكلّ يدخل في الوغى مختارا