الحق في خده صحو وآياتُ – ابن شيخان السالمي

الحق في خده صحو وآياتُ” … “والسيف فيحده محوٌ وإثباتُ

والحقُّ غالبة أنصارُهُ أبداً” … “وإن تأخر في التقدير ميقاتُ

وفي المقادير أسرار مخبأة” … “وللأمور بداياتُ وغاياتُ

والمرءُ لا تنقضي أوقاته سَفهاً” … “إلا إذا عبثت فيها البطالاتُ

لا يعتري الوَهْنُ جيشَ الحق معتمداً” … “إلاَّ إذا ضعفت فيه السياساتُ

ولا يزال سديداً أمرُ طائفة” … “إذا توافق أعمالٌ ونِيَّاتُ

والأمر يزداد بالامضاء واضحُهُ” … “إلا إذا كثرت فيه المَشُوراتُ

لا يخذل الله قوماً كان يَقْدُمُهم” … “عزم وحزم وآراء وراياتُ

ولا يزالون في خير وقصدهم” … “للكفر محو وللاسلام اثبات

ولا تزال مَباديهم مُباركةً” … “وفي مواطنها صدق وإخباتُ

والمسلمون وإن قلوا وإن كثروا” … “مُوفقون وللخِذلان عِلاَّتُ

ولا يزال قِوام الملك مُحْتَرساً” … “بالعدل إن ظهرت فيه الأَماناتُ

ولا يزال نظام الملك مُخْتَرماً” … “ينحل ما كثرت فيه الخِياناتُ

لا ينجح القوم في سعي إذا اجتمعت” … “أجسَامهم وقلوبُ القوم أشتات

يقوم بالمال أمر الجند قاطبة” … “وبالدراهم لا تبقى الشكاياتُ

مَرَاهم لجراحات القلوب شفا” … “وبالمراهم تلتام الجراحاتُ

من قال يثبت قوم في جهادهم” … “وهم جياع وما قالوا وما باتوا

وربما نال قوم من عدوهم” … “لله في خلقه طرّاً إراداتُ

وربَّ مستبطِن شرّاً فأوقعه” … “من بعد ما ظهرت منه المودّاتُ

صارت مُداهَنة الإِيطاليا لبني” … “عثمان كيداً أجنّته الطّويّاتُ

حتى تبين منهم في طرابُلس” … “ما قد تبين والدنيا اعتباراتُ

مقدمات أفادت حزمَ معتزِم” … “قد أنجبتها القضايا التَجْرِبِيَّات

كذاك من لم يحافظ داخليّتَه” … “تعدو عليه العوادي الخارجيات

لا تخطبنّ من الأعدا مودَّتَهم” … “على حياة فهم لا شك حّياتُ

وكن على حذر من كيدهم فلهم” … “على معاداة أهل الحق عاداتُ

إذا تلاقى القَنَا والسيفُ في رَهَجٍ” … “طارت هباء مع النَقْع المكيداتُ

تُبدي الحروب من الأعداء ما ستروا” … “إنَّ الكنايات تمحوُها النكاياتُ

والكفر للدين ضد كيف تصدق من” … “إحدى الطريقين للأخرى مُصافاةُ

إنَّا بريئون من أعدائنا فعلى ال” … “كفر العفاءُ وللدِيّن المعُافاةُ

يا جمع إيطاليا لا يستَفزّكمُ” … “هذا فلله للباغين رَدّاتُ

من أُسُّه الرملُ وهو الشرك يوشك أن” … “يهمي عليه من التوحيد دِيماتُ

والله ينصرُ حقّاً ناصريه على” … “آل الصليب فتنزاح الضلالاتُ

يا حَسْبُهم وَقَعات في طرابُلسٍ” … “من أهلها قبل أن تأتي الوَحِيّاتُ

رعى الإلُه بها أُسْداً شعارهم” … “فضل وعدل وتوحيد وآياتُ

مستقبلين العِدا في كل معركة” … “بأوجه أشرقت فيها الكراماتُ

خاضوا بحار المنايا باذلين على” … “حفظ الحمى أنفساً وهي النفيسَاتُ

إن أرعدت في متون النصْل صاعقةٌ” … “يستقبلوها كأنَّ النصل قَيْناتُ

وإن أديرت كؤوسُ الموت مُتْرَعَةً” … “يستعذبوها كأن الموت حاناتُ

وكلّ رشّاشةٍ إن أُنْزِلَت بهم” … “قالوا رشاش وللسحب انقشاعاتُ

قالوا وفوق الصياصي بارقاتُ ظُباً” … “هذي الثّنايا وهاتيك الثّنياتُ

ألا أعيش بخير كَرّةً فأرى” … “نصراً لقوم لهم في الخصم كَرّاتُ

لهم بأرواحهم إن نام ذو فشل” … “عنهم هِباتٌ وفي الأعداءِ هبَّاتُ

إن لاح برق الأماني من عِداتهم” … “هَمَتْ عليهم من النصر المَنِيّاتُ

كأنَّ إيطاليَا جِنٌّ بمسْبَعَةٍ” … “يتُلى عليها مِنَ القُرآن آياتُ

كأنهم ورمايا الحق تتبعهم” … “خلفَ الشياطين شُهْبٌ مارديّاتُ

كأنَّ أجسامهم خُشْب مُسنّدة” … “قد تبَّرتها السيوف المَشرِفيّاتُ

والسيف ينشد في هاماتهم طَرَباً” … “هذي المنازل لي فيها علاماتُ

قد نيل منهم ونالوا غير أنهم” … “عُمْيٌ عن الله والأيام دَوْلاتُ

والبغي يُصرع والدنيا مُوَلِيّة” … “والحق يُجْمَع والإِسلام ثَبّاتُ

والحق مملكة والجور مرزأة” … “والكذب مهلكة والصدق منجاةُ

والناس في حبّ دنياهم وإن زهدت” … “هذي الحياة ونار اليوم جَنّاتُ

والغالبون جنود الله جند بني” … “عثمان والنصر أقسام وأبخاتُ

يا آل عثمان إنَّ الكافرين طغَوا” … “ومنكمُ لحمى الاسلام ثارات

يا آل عثمانَ إنَّ الأرض صارخة” … “تستعجل النصر منكمْ والجماداتُ

يا آل عثمان عهدي فيكم غضب” … “تنهدُّ منه الجبال المشمخرّات

يا آل عثمان أنصار الإله لكم” … “سَبْقُ وهذا المدى واليومَ ميقاتُ

أرى جيوش الأعادي في طرابُلسٍ” … “لدى شياطينها بالكفر رَنَّاتُ

وكلَّ يوم لهم في غيرها رَصَدٌ” … “تُشَنُّ فيه على الإِسلام غاراتُ

قوموا عليهم بجيش كالمحيط لهُ” … “سَدٌّ وبالمعتدي جَزْر ومَدّاتُ

جيش تَتَابَع مثلَ البحر إن فصلت” … “إحدى من المْوجِ كرَّت منه موجاتُ

والدين يعلو ولا يُعلى وعزَّ ولا” … “عز الصَّليب ولا العُزّى ولا اللاتُ

من يرتقبْ نصرَ سلطانِ العباد رشا” … “دِ الخلقِ لم يَعْرُه ذُلٌّ ونكباتُ

مُسدَّد السَّهم منصور اللواء مُبا” … “رك القَنَاء مُعِزّ التاجِ مصْلاتُ

تهتّز منه الورى والأرض مشرقة” … “مثل الحيا منه تهتز النباتاتُ

لا غَرْوَ إن عِيشَ في خضراء نعمته” … “فإنَّ أنعامه للناس أقواتُ

قد ألبَس الكونَ فضلاً والورى كرماً” … “والأرضَ عدلاً فحيّتها السماواتُ

طابت أرومتُه أرضاً وأهْويةً” … “ورفعة واستطاب الوصفُ والذاتُ

كأنّه قالَب قد صِيغ من رِقَةٍ بي” … “ضاء قد طُبعت فيه الكمالاتُ

إني لأستصرخ السَّلطان منتصراً” … “لكل دارٍ أتت فيها البليّاتُ

لا تتركِ اليومَ عُبّادَ المسيح لهم” … “بقيةٌ فهمُ للدين آفاتُ

وطهِّر الأرض منهم بالدماء فما” … “دماؤهم للدُّنا إلا الطهاراتُ

وجرِّد الحق سيفاً إنهُ خدم” … “مهند ودواعي الكفر هاماتُ

والحق أبلج والآثام مظلمة” … “وليس يبقى مع الصبح الدّجناتُ

آثِرْ عليهم جنود الله تقدمهم” … “كتائب النصر تحدوها الدياناتُ

واكتب على جبهات القوم من دمهم” … “سطراً يقوِّمه في الرسم آلاتُ

إنَّ القنا ألفِاتٌ والمدافع ميماتٌ” … “ولكنمّا اللامات لاماتُ

مضمونُه أَملٌ للقادمينَ على” … “دفع العِدا لهم تقضى الفتوحاتُ

فالبر والبحر كلٌّ ضَيِّقٌ بهُم” … “تغشاهم منه حَرْقات وغَرْقاتُ

يا رب صُبّ عليهْم سوطَ جائحةٍ” … “لها بأعمارهم هدم وهَدّاتُ

وانصر عليهم جنوداً منك ترسلها” … “حتى تُضَمّ لهم في الأرض أصواتُ

وأغفر ذنوباً غَفَلْناها بلا سبب” … “تقضي بخذلاننا فيها الخطيئاتُ

على المُوحِّد طرّاً ما استطاع جِها” … “دُ المعتدين وللأعمال نيّاتُ

للمصطفى وعظيم الذكرِ مفترِضا” … “أمرَ التعاون أخبارٌ وآياتُ

وفيهما الأمر بالمعروف متضح” … “والنهي عن ضده والدين ثاراتُ

والمسلمُون جميعاً إخوة جسد” … “وللمواساة تحتاج المؤاخاةُ

والمؤمنون همُ حزب الإله فما” … “عليهم للعدا إلا المعاداةُ

وهمْ وإن أصبحوا شتى المذاهب فالإِ” … “سلام يجمعهم والأريحيَّاتُ

هبْ أن عِقْدَهمُ في الدين منتثر” … “هلا تنظمهم فيه الحميَّاتُ

إني لأبغض أعداء الإِله وما” … “عندي لهمْ أبداً إلا الخصوماتُ

أحبُّ كلَّ وليٍّ للإِله وما” … “عندي لهم أبداً إلا الموالاةُ

عليَّ إسعادهم مهما استطعت فإن” … “أعجز فللعجز من حالي دِلالاتُ

أدعو إلي نصرة الاسلام كل فتى” … “من كَل قُطرٍ لهم فيه استطاعاتُ

وأستثيرهُم في كل آونةٍ” … “بالنفس والمال تُزْجيهم عزيماتُ

وأسعد الله سلطانَ العباد على” … “غوث البلاد وطالت فيه طَولاتُ

وأسال الله ربي أن ييسر لي” … “خيراً كثيراً به تبدو الإِفاداتُ

يمتد للدين منه ما يشد وقد” … “تشاد منه لنشر العلم أبياتُ

وطوَّل الله لي عمراً أفوز به” … “ترعاه من جانب الله العناياتُ

يا ليتني كنت سعداً أستعين به” … “أرجو الثوابَ وبالله التتماتُ

ومَنْ بداياته خيرٌ فلا عَجبٌ” … “يا صاحِ إن أُحسنت فيه النهاياتُ