إذا عارضٌ نحو أرضٍ عدلْ – مهيار الديلمي
إذا عارضٌ نحو أرضٍ عدلْ … وطاب الهواءُ له واعتدل
ومرَّ فجانبَ صوبَ الجنو … بِ منحدراً بالشَّمال اشتملْ
إذا شام دارَ كرامٍ جرتْ … عزاليهِ أو دارَ لؤمٍ عزلْ
بفارسَ أمَّ ودارُ الحسي … ن أحببْ بشيرازَ منها نزلْ
ومن جاورَ الغيثَ أنَّى أقا … م يتبعه الغيثُ أنَّى رحلْ
فساهمهُ من عبرتي ما أطاقَ … وحمَّله من زفرتي ما حملْ
وقل إن سئلت بشيرازَ مَنْ … قتيلُ اشتياقٍ إلينا نقلْ
وواليكمُ لم يحله البعادُ … وعاشقكم لم يرعه العذلْ
يؤمِّل كبتَ أعاديكمُ … وقد حقّق الله ذاك الأملْ
وخانك من كذَّبته الظنونُ … وكذَّب فيك الرُّقى والحيلْ
رضى ً بالوشاية دون اللقاء … وما تلك من عزمات البطلْ
إذا سرتَ منتصراً بالنهو … ضِ كاتبَ معتذراً بالفشلْ
فكان لك السؤلُ لمّا نهضتَ … وكانَ له السوءُ لمّا نكلْ
هنتكَ وشائحُ علَّقتها … يدَ الملك عروتها ما تُحلْ
وغنَّاءُ من راية ٍ أسكنت … ك ظلاًّ لها ليس بالمنتقلْ
وبعدُ فسلْ بفؤادي وعن … تلاعبِ شوقي به لا تسلْ
وظنَّ بعينيَّ لا ما يُقرُّ … إذا فاض دمعُهما فانهملْ
أمرُّ بدارك مستسقياً … فأرجعُ وهي عدادُ العللْ
أردِّدُ هل زمني راجعٌ … بربعكِ قالت نعم بعد هل
تمهَّلْ فغير بعيدٍ تراه … وكم عجلَ الحظُّ بعد المهلْ
ويأمرُ فيك بما لا يُرَدُّ … ليس كما خالف ابن الجملْ
فقلتُ أقصُّ عليه الحديثَ … لعلِّيَ أنصفُ قالت أجلْ
لك الخيرُ شكوى ذليلِ السؤا … لِ لو كنتَ حاضره لم يذِلْ
كرمتَ ابتداءً كما قد علم … تَ كالغيث لم ينتظرْ أن يُسلْ
فعارضَ أمرك بالإمتنا … ع علجٌ إذا خفَّ رضوى ثقلْ
وقال ويكذبُ سيّانِ ما … أحيل عليَّ وما لم يُحلْ
وقد كنتُ كاتبتُه مرّة ً … فأبرمَ ما بيننا وانفصلْ
فأحسب أنّ عبيدَ الصلي … ب تذكرُ ما بيننا من ذحلْ
وما جنت الفُرسُ أولى الزمانِ … على الروم فاقتصَّني بالأُولْ
كأنّي أنا قلت في مريمٍ … وحاش لها من تقيّ الحبلْ
وشاركتُ في دمِ عيسى الي … هودَ كما عنده أنّ عيسى قُتلْ
وهدّمت مذبح مرسرجسٍ … وأطفأتُ قنديله المشتعلْ
وحرّمت وحدي دون الأنا … م من لحمِ خنزيره ما استحلْ
وكشَّفتُ عن ولدِ الجاثليق … وما عرفوا جاثليقا نسلْ
ولمْ لا يغالطُني في الحسا … ب من عنده أنّ ربّاً نجلْ
وأن ثلاثته واحدٌ … ويزعم من ردَّ هذا جهل
وعندي له الأسهمُ القاصدا … تُ بشرّ المقاولِ سودَ المقلْ
قوافٍ تؤدُّ فلو عدِّلتْ … على جنب والدهِ ما حملْ
فمرني فيه ودعه معي … فوارحمتا من يدي للسِّفلْ
ومن أكلَ السُّحتَ كلبٌ إذا … سمحتَ بمالك عفواً بخلْ
متى كان أمرك لولا الشُّقى … يُردُّ وحاشاك ممّا فعلْ