أَيَعيشُ في لُبنانَ حُرُّ – الياس أبو شبكة

أَيَعيشُ في لُبنانَ حُرُّ … وَمعيشهُ الأَحرارِ قَهرُ

نَفدَ اِصطِباري في الحَيا … ةِ مَوطِني ما لي مَقَرُّ

ما لي مقرٌّ ثابِتٌ … في مَوطِني ما لي مَقَرُّ

كُلٌّ يُطارِحُني الفِرا … رَ وَلَيسَ لي مِنهُ مفرُّ

لُبنانُ وَالماءُ الزلا … لُ مرقرقٌ لا يُستَقَرُّ

وَالمَرجُ أَخضَرُ باسمٌ … لِلفَجرِ وَالآكامِ خضرُ

وَالبَحرُ مِرآة لهُ … وَلَهُ من الأَزهارِ ثغرُ

وَمن الجِبالِ الشاهِقا … تِ لهُ بناءٌ مُشمخرُّ

لُبنانُ كان بِبأسهِ … أَسداً لهُ الأَجيالُ ظِفرُ

فَإِذا دَهتهُ صَواعِق ال … أَيّامِ رُعباً تقشعِرُّ

فَعَليهِ مرَّ الأَنبِيا … وَالأَقدَمونَ عَلَيهِ مرّوا

فَسَماؤه الوَحيُ الصَحي … حُ وَتربُهُ مَجدٌ وَفَخرُ

إِن فاتَه بَأسٌ قَدي … مٌ لَم يفتهُ سناً وَقدرُ

فَعَلى مفاخره اِستَمَرَّ … وَلَيسَ يبرح يستمرُّ

وَاليَوم قَد عَبَثَت بِهِ … نوبٌ وَجار عَلَيهِ دَهرُ

وَطَوى الزَمانُ كتابه … هَل بَعدَ ذاكَ الطَيّ نشرُ

قالوا وَقَد بَصروا بخدّ … ي مِن دُموعي يُستدرُّ

إِرحل لمصرَ فَقُلت في … نَفسي لَهُم لِلَّهِ مصرُ

سَأَبينُ عَن وَطَني فَفي … وَطَني ثَعالِبُ وَهيَ كُثرُ

وَالثَعلبُ المحتالُ ما … بَطَلت له حيلٌ وَمكرُ

أَنا لا أَزالُ أُحِبُّهُ … فَمحبّة الأَوطانِ نذرُ

لكِنَّ لي عذراً بِهَجري … وَالضَغائِنُ فيهِ عذرُ