أَيا قُبلَةً مَرَّت عَلى ضَفَّتَي في – الياس أبو شبكة

أَيا قُبلَةً مَرَّت عَلى ضَفَّتَي في … كَطَيفِ حَبيبٍ مَرَّ في الحُلمِ وَاِنطَلَق

فَأَجرَت بِهِ نَهراً مِن الحُبِّ وَالجَوى … تَدَفَّق ناراً في عُروقي إِلى الرَمَق

مَلكتِ شُعوري إِذ مَلَأتِ جَوارِحي … لَكِ اللَهَ إِنّي في ذُهولٍ وَفي غَرَق

أُقَضّي نَهاري في اِنقِباضٍ وَريبَةٍ … وَيُشتَدُّ بي وَجدي إِذا أَقبَلَ الغَسَق

إِذا قَدمت خَفَّ اللَهيبُ بِمُهجَتي … وَإِن غادَرَتني عاوَدَت مُهجَتي الحُرَق

أَقولُ لِقَلبي إِنَّها الصدقُ في الهَوى … وَفي قَلبِها حُبٌّ لِغَيرِكَ ما خَفَق

فَآمِن بِها آمن بِما في عُيونِها … أَلَم تَرَها أَرغى بِها الماءُ وَاِحتَرَق

وَيا بَصري حِد مَرَّةً عَن طَريقِها … كَأَنَّكَ مَمدودٌ بِخيطٍ مِن القَلَق

وَيا شُعراءِ الأَرضِ ما أَصدَقَ النَدى … إِذا اِبتَسَمَت لَيلى وَما أَكذبَ الوَرَق

وَإِن نَظَرت ما أَبلَغَ الشِعرَ صامِتاً … وَإِن نَطَقَت ما أَعذَبَ الشِعرَ إِن نَطَق

مَرَرتُ بِأَلوانِ الكَلامِ وَوَهجِهِ … فَما جازَ عَيني ثُمَّ ماتَ عَلى الحَدَق

كَغيمٍ خَفيفٍ يَمسح النورُ وَجهَهُ … لِأُولى رِياح اللَيلِ يَنحلُّ في الشَفَق

فَيا أذنُ لا تَخدَعكِ في القَولِ بَهجَةٌ … وَيا قَلبُ عَلِّم أَعذَبُ الشِعرِ ما صَدَق