أيا بشرايَ من بدر تجلى – ابن شيخان السالمي

أيا بشرايَ من بدر تجلى … رآهُ الليل مشتهراً فولىَّ

أتاني بعد يأسٍ من لقاهُ … وكم هجرٍ يردُّ إليك وصلا

وكان النأْي حرَّمني هجوعاً … وسيف المقلتين دمي أحلاَّ

فعاد وصالُه سكَناً لجسمي … ورؤيتُه حياةً لن تُمَلاّ

فهذي الأرض من رياهُ مسكاً … وهذا الجو من مَرآه نصلا

تحلى جيدُه بحلاهُ حسناً … فأشرق بل حُلاه به تحلى

رأت فيه النجومُ عقودَ دُرٍّ … لها كانت عقودُ الدرِّ أصلا

فقالت ليتنا كنَّا بسلك … وذاك الجيد كان لنا محَلاّ

وقال البدر نوري مستفاد … ونور الشمس منك فقَدْكَ فضلا

سجدنا خاضعين إليه لمَّا … رأينا منه سيفَ الحظ صلى

أُلاطِفُه فأوسعني دلالاً … وحيرني مشاهدةً ودَلاّ

كما بالفضل حيَّر كل راجٍ … محمدٌ بْنُ فيصلَ وأستقلاّ

همام سيّد بهج لقاه … يسر العين كالسيف المحلىَّ

رأته السحب منبسطاً فقالت … فُيوضِي منه لي وَبْلاً وطَلاّ

وقال البحرُ حين رأى نداه … لقد أربيت ياتيّار مهلا

فما شِمنا بروقَ الجود منه … سنَت إلا ونائلُه استهلاّ

له في صهوة الجُرْدِ المذاكي … مَقامٌ يستطيب إذا تعلى

هي الوزنا إذا استولى عليها … كلمع البرق في سحب تجلى

كأنَّ قلوب أهل الدين حيكت … لها جِلداً فأشرف واستهلاَ

وما ريدانُ الأخير فحل … يسابق منه في مجراه ظلا

كأنَّ له قميصاً من لُجَين … وقلبُ العاشقين عليه طُلاّ

وجلابية الأصل المفدى … لها في سبقها القِدْح المعلى

كأنَّ غمامة حمراء مرَّت … فأخصبت الجَديب المضمحلا

كأنَّ الفجر ألبسهَا كِسَاهُ … ووسط جبينها العيُّوقُ حَلاّ

عليها يبلغ الرجل الأماني … ويدرك فوقها الأمرَ الأجلاّ

هي الخيل التي اشتهرت ففاقت … وصاحبها بهَا في السبق جلّى

أبوه الشهم سلطان الرعايَا … مليك عُمان أسخى الناس بذلا

همام جامع شمل المعَالي … يَحِلُّ المجد جمعاً حيث حلاَ

ودونَكَها فتاةً ذاتَ حسن … فخذها لم تزل للمدح أهلا

لقد جَمُلت فضائلكُم وطابت … شمائلكُم وصار النظم سهلا