أهذي ديار القوم غيرها الدهر – أحمد محرم
أهذي ديار القوم غيرها الدهر … فعوجوا عليها نبكها أيها السفر
محا آيها مر العصور وكرها … إذا مر عصرٌ كر من بعده عصر
نسائلها أين استقل قطينها … وهل تنطق الدار المعطلة القفر
وكائن ترى من ذي ثمانين خضبت … لطول البكى من شيبه الأدمع الحمر
بكى وطناً أودت بسالف مجده … حوادث دهرٍ من خلائقه الغدر
أغارت عليه من جنوبٍ وشمألٍ … فما برحت حتى أتيح لها النصر
ألا إنها مصر التي شقيت بنا … فيا ويح مصرٍ ما الذي لقيت مصر
مضى عزها المسلوب ما يستعيده … بنوها فلا عز لديهم ولا فخر
هم رقدوا عنها فطال رقادهم … فديتكم هبوا فقد طلع الفجر
ألما تروا أن قد تقسم أمركم … بأيدي الألى جدوا فهل لكم أمر
أما فيكم حرٌ إذا قام داعياً … إلى صالحٍ أوفى فجاوبه حر
كريمان لما يجثما عن عظيمة ٍ … ولا بهما إذ يدعوان لها وقر
هما هضبتا عزمٍ وحزمٍ كلاهما … يخافهما الخطب المخوف فما يعرو
هما الذخر للأوطان إن جل حادثٌ … فضاقت به ذرعاً وأعوزها الذخر