أهاب الحق فاستبقوا كراما – أحمد محرم

أهاب الحق فاستبقوا كراما … وهزوا الأرض بأسا واعتزاما

كفى بكتابكم يا قوم نورا … فشقوا السبل واخترقوا الظلاما

كتاب الله لولا أن هدانا … لما وضح السبيل ولا استقاما

عرفتم حقه فرعيتموه … وكنتم خير من حفظ الذماما

بنعمة ربكم قمتم عليه … وقام رسوله فيكم إماما

وذلك وعده لا ريب فيه … يبشر من يريد له الدواما

نظام الدين والدنيا وماذا … يكون الناس إن فقدوا النظاما

وما نفع الحياة لكل حي … إذا ما أصبحت داء عقاما

أيعرف موضع الأحياء قوم … أحبوا الموت واختاروا الحماما

تولوا ما رعوا لله حقا … ولا عرفوا الحلال ولا الحراما

إذا هموا بفاحشة تراموا … كأسراب الوحوش إذا ترامى

يمزق بعضهم في الأرض بعضا … ويفري اللحم منه والعظاما

ويأبى العدل أكثرهم جنودا … فلا عتبا يخاف ولا ملاما

يغني والدماء له شراب … على نوح الأرامل واليتامى

ويمشي يجعل الأشلاء جسرا … ليبلغ من بني الدنيا مراما

يود لو استقل بكل شعب … على الغبراء يجعله طعاما

شريعة ظالمين تسيل آنا … دما وتفيض آونة ضراما

أتى بكتابها منهم رسول … طوى الأقطار يلتهم الأناما

فراعين الحضارة ليت أنا … بلينا بالفراعين القدامى

أليس العلم كان لنا حياة … فصار بظلمهم موتا زؤاما

يجر وراءه نوبا ثقالا … نراع لها وأهوالا جساما

يرينا كيف يقذف بالمنايا … كموج البحر تزدحم ازدحاما

لها صور يروح بها ويغدو … طوال الدهر صبا مستهاما

يعد العبقرية أن يراها … تغادر هذه الدنيا حطاما

إذا اتخذ القوي الظلم دينا … فأشقى الناس من يلقي الزماما

هو الاسلام ما للناس واق … سواه فأين يذهب من تعامى

يذود عن الضعيف فيتقيه … من الأقوام أنفذهم سهاما

يلوذ به إذا ما خاف ضيما … فينصره ويمنع أن يضاما

لكل حقه ولمن تعدى … جزاء البغي مقضيا لزاما

كفى بكتابكم يا قوم طبا … لمن يشكو من الأمم السقاما

كتاب يملأ الدنيا حياة … وينشر في جوانبها السلاما

أقيموا الحق بالسور الغوالي … فإن الله يأمر أن يقاما

وأوصوا المسلمين بها فإني … أراهم عن ذخائرها نياما

وليس لغافل عنها نصيب … من الحسنى وإن صلى وصاما

تعالى الله أنزلها علينا … عظاما تبعث الهمم العظاما

نرى في كل ما نعتاد منها … إماما عادلا وفتى هماما

نرى أمما من العقبان تمضي … إلى الغايات تخترق الغماما

نرى معنى الحياة وكيف تسمو … فتحتل الذؤابة والسناما

نرى الدنيا العريضة عند دين … تزيد بركنه العالي اعتصاما

هي الأخلاق طيبة حسانا … نقيم بها من الملك الدعاما

عليها فارفعوا البنيان حتى … أرى بنايانكم بلغ التماما