أنا و النجم – إيليا أبو ماضي

مثلي هذا النجم في سهده … و مثله المحبوب في بعده

يختال في عرض السّما تائها … كأنّما يختال في برده

إن شئت فهو الملك في عرشه … أو شئت فهو الطفل في مهده

يرمقني شذرا كأنّي به … يحسبني أطمع في مجده

يسعى و لا يسعى إلى غاية … كمن يرى الغاية في جدّه

كأنّما يبحث عن ضائع … لا يستطيع الصبر من بعده

طال سراه و هو في حيرة … كأنّه المحزون في وجده

في جنح ليل حالك فاحم … كأنّ حظي قدّ من جلده

لا يحسد الأعمى به مبصرا … كلاهما قد ضلّ عن قصده

ساورني الهمّ و ساورته … ما أعجز الإنسان عن ردّه

ما أعجب الدهر و أطواره … في عين من يمعن في نقده ؟

جرّبته دهرا فما راقني … من هزله شيء و لا جدّه

أكبر منه أنّني زاهد … ما زهد الزاهد في زهده

أكبر منّي ذا و أكبرت أن … يطمع ، أن أطمع في رفده

و عدّني أعجوبة في الورى … مذ رحت لا أعجب من حقده

يا ربّ خلّ كان دوني نهى … عجبت من نحسي و من سعده

و عائش يخطر فوق الثرى … أفضل منه الميت في لحده

أصبح يجبني الورد من شوكه … و بتّ أجني الشوك من ورده

أكذب إن صدّقته بعدما … عرفت منه الكذب في وعده

لا أشتكي الضرّ إذا مسّني … منه ، و لا أطرب من رغده

أعلم أن البؤس مستنفذ … و الرّغد ما لا بدّ من فقده

إذا الليالي قرّبت نازحا … و كنت مشتاقا إلى شهده

أملّك عنه النفس في قربه … خوفا من الوحشة في صدّه

و إن أر الحزن على فائت … أضرّ بي الحزن و لم يجده