أنا الذي لم أحُل عن حبه طرباً – ابن شيخان السالمي
أنا الذي لم أحُل عن حبه طرباً” … “نأى الحبيبُ إذا ما شاء أو قرُبا
وليس لي عنه صبر في تباعده” … “لكن اصبّر نفسي في الهوى أدبا
يا من جميعيَ مشغول بخدمته” … “أرحمْ لُجَيْنَ جدموعٍ فيكم ذهبا
لم يقضِ لي الدهر أن ألقى بكم فرحاً” … “لكن قضى لي أن أشقى بكم تعبا
يا نازحين عن المضنَى ولا سبب” … “عطفاً علينا كما شئتم ولا سببا
وإن عطفتم على المضنى وإن تك عا” … “دات الحبيب الجفا شاهدتم العجبا
شاهدتم أعيناً فرحى وألسنةً” … “فصحى وأفئدة جرحى بجسم هَبَا
والأمر إنْ ضاق فلتطلب له فرجاً” … “والعمرُ إن فات لم ندرك له طلبا
والدهرُ لم يُبْقِ حالاً إن أسا حُقباً” … “في أهله عاد في إحسَانه حقبا
والصبر أجمل للنفس التي عرفت” … “طعم التجارب مرّاً كان أو ضَرَبا
وإنني اليوم راضٍ عنه في سفري” … “إن كان قصدي سعيداً مكرم الأدبا
السيد الشهم من زادت مكارمه” … “على ندى السحب حين انهلَّ وانسكبا
والفرق بينهما كالشمس متَضح” … “ذا يمطر الما وهذا يمطر الذهبا
مبارك الوجه ميمونٌ مَطالعه” … “أغرُّ أبلج مثل السيف ملتهبا
مؤيد المجد تنميه غطارفه” … “صِيدٌ يمانون قاداتُ الورى نُجُبا
الباسم الثغر في يومَيْ وغىً وندىً” … “وباسط الفضل لا تلقاه محتجبا
إذا سخا قسَّم الأموال مكرمة” … “وإن سطا قسَّم الآجال منتهبا
عرفته ملكاً تبدو جلالته” … “إذا مشى في بساط الأرض أو ركبا
كأنه فوق ظهر الخيل مستوياً” … “وقد حوى السبق بدرٌ خالط السُّحبا
تواضعت نفسه حلماً ومقدرة” … “وقدره في العلا يعلو السُّها رتبا
قد زرته وهو سيف الحزم مرتدياً” … “بالعزم يُغمِد سيفاً كان في حلبا
فلم يزل من لقاه القلبُ مبتهجاً” … “ولم أكن في حماه الرحب مغتربا
فحدثتنيَ نفسي أن أصوغ لهَا” … “من جوهر الشعر ما يهدى له العجبا
لا زال أهلاً لإهداء المديح ولا” … “يزال للفضل والمعروف مصطحبا
ولم يزل بأبيه الشهم مقتدياً” … “في المكرمات إذا عدَّ الملوك أبا
السيد العارف إبراهيم من سطعت” … “صفاته الغر حتى بارت الشهبا
كسا الحجى أرَباً أحيا الدجى طلبا” … “شاد العلا حسباً ساد الملوك سبا
ولم يزل شبله بالفضل مقتدياً” … “بالمجد مرتفعاً للعدل منتصبا
ولم يزل أحمد المحمود طلعته” … “للحمد والذكر للعلياء مكتسبا