أم تدافع يأسها برجائها – أحمد محرم
أم تدافع يأسها برجائها … ما تنقضي الآمال في أبنائها
أمسى الشقاء لها خديناً ما له … متحول عنها فيا لشقائها
هذا لعمركم العقوق بعينه … أكذا تخلى الأم في بلوائها
أكذا تغادر للخطوب تنوشها … وتمد أيديها إلى حوبائها
غرض النوائب ما تزال سهامها … تهوي مسددة ً إلى أحشائها
صرعى تواكلها الحماة فما لها … إلا ترقب موتها وفنائها
تبكي وتضحك دونها ولو أننا … بشرٌ بكينا رحمة ً لبكائها
تشكو البلايا التاركات نعيمها … بؤساً وما تشكو سوى جهلائها
يا آل مصر وأنتم أبناؤها … ولكم جوانب أرضها وسمائها
إن تسألوا فالجهل داء بلادكم … ومن البلية أن تموت بدائها
والمال وهو من الودائع عندكم … نعم الدواء المرتجى لشفائها
إن يبن زارعها الحياة لقومه … فبكف صانعها تمام بنائها
عود الثقاب أما يكون بأرضنا … إلا تراه العين من أقذائها
يا قوم هل من إبرة ٍ مصرية ٍ … تشفي بقايا النفس من برحائها
إن الصنائع للحياة وسيلة ٌ … فتعاونوا طراً على إحيائها
لا تبخلوا يا قوم إن كنتم ذوي … كرمٍ فما الدنيا سوى كرمائها
قوموا قيام الأكرمين وجردوا … همماً تود البيض بعض مضائها
وتدفقوا بالمكرمات ونافسوا … في بذل عارفة ٍ وكسب ثنائها
عز الثراء فجئت مصر وأهلها … متبرعاً بالشعر عن شعرائها