أميطي الغيب وادرعى الشهودا – أحمد محرم
أميطي الغيب وادرعى الشهودا … فمن نفحات عهدك أن يعودا
وما بالسمهري يغيب عيب … إذا سكن الجوانح والكبودا
وهل بالسهم نكر حين يمضي … فيؤثر في مواقعه الركودا
لأنت سلاح كل فتى أبي … يصول فيصرع البطل النجيدا
يحيد عن الكريهة كل وان … وتمنعه الحمية أن يحيدا
حثيث الكر يستبق المنايا … إذا الفرق الهيوب مشى الوئيدا
تضيق به الوغى ضربا وطعنا … ويعتنق الفوارس مستزيدا
وليد عجاجة وعقيد طاو … يصيد عنانه الأجل الصيودا
ردي الغمرات نارا أو ذعافا … وذودي القوم إذ كرهوا الورودا
إذا ظمئت نفوسهم ارتوينا … وروينا الأعنة والبنودا
مناهل تنكر الوراد إلا … إذا شربوا الردى عالين صيدا
خذي بنفوسنا إذ كل نفس … تظن الجين يورثها الخلودا
نجود بها إذا الأقوام ضحوا … بمصر ونيلها كرما وجودا
وننهض للجهاد إذا تولوا … وظلوا في مجاثمهم قعودا
تهادوا بالحماية في رداء … يريك بياضه الأحداث سودا
وزفوها مقنعة فزفوا … بها الأغلال شتى والقيودا
لئن حمل الحماية جالبوها … لقد حملوا المنايا واللحودا
هتكنا الحجب والأستار عنها … ومزقنا المطارف والبرودا
فتلك مخالب الأغوال فيها … وأنياب الألى غلبوا الأسودا
عصينا مصر إن عدت العوادي … فلم تعص الهوادة والهجودا
ولسنا صفوة الأعلام فيها … إذا لم نمنع العلم المجيدا
أبيدي الغدر واكتسحي الجحودا … وزيدي جدنا الأعلى صعودا
نهين الغاصبين إذا استبدوا … ونأبى أن نكون لهم عبيدا
ونفدي مصر بالمهجات تزجى … إذا زجوا الكتائب والجنودا
حفظنا حرمة الأبناء فيها … وأكرمنا الأبوة والجدودا
بلاد النيل من يجزيك شرا … ومن يأبى لشعبك أن يسودا
دعي المتهيبين ولا تخافي … على استقلالك الخصم العنيدا
إلينا إن نقمت الغدر منهم … وأنكرت التجهم والصدودا
إلى أعلامك الشم الرواسي … إذا ما هم ركنك أن يميدا
هبي شرف الحياة لنا فإنا … منحناك المواهب والجهودا
نخصك بالولاء المحض منا … ونؤثر بالهوى الشعب الودودا
فمن يطلب من الأقوام عهدا … فإن الله قد أخذ العهودا
كلمات: تركي
ألحان: طلال مداح
1999