أمن صلفٍ صدودك أم دلال – أحمد محرم
أمن صلفٍ صدودك أم دلال … فقد أحدثت حالاً بعد حال
صددت وكنت لا تنوين شراً … لمن أخزيته بين الرجال
مضى بك لا يريبك منه شيءٌ … سوى ما غاب من تلك الخلال
وما بين الرضى والسخط إلا … تأمل ناظرٍ فيما بدا لي
فيا لك نظرة ً جرت شؤوناً … هنالك لم تكن تجري ببال
أحلت سرور ذاك القلب حزناً … وهجت له أفانين الخبال
سجية هذه الدنيا وخلقٌ … تريناه تصاريف الليالي
ولكن أنت أعجل بانقلابٍ … من الدنيا وأعجب في انتقال
وأقرب من هدى ً فيما رواه … لنا الراوي وأبعد عن ضلال
رأيت خيانة الأوطان ذنباً … فلم يكن الجزاء سوى الزيال
ولم يك ذاك من شيم الغواني … إذا ما أزمعت صرم الحبال
شرعت لها وللفتيان ديناً … ضربت به على دين الأوالي
وأقسم لو حكتك نساء قومي … لسنت بيننا سبل المعالي
نخون بلادنا وننام عنها … ونخذلها لدى النوب الثقال
ونسلمها إلى الأعداء طوعاً … بلا حربٍ تقام ولا قتال
ونلهو بالحسان فلا ترينا … تبرم عاتبٍ وملال قال
ولو صنعت صنيعك لم نخنها … ولم نؤثر مصانعة الموالي
ولم يك نقصها ليعد عيباً … إذا عجز الرجال عن الكمال
فإن غضبوا علي فقول حرٌ … يرى أوطانه غرض النبال