أمنها على أنّ المزارَ بعيدُ – مهيار الديلمي

أمنها على أنّ المزارَ بعيدُ … خيالٌ سرى والساهرون هجودُ

طوى بارقا طيَّ الشجاعِ وبارقٌ … خطارٌ يفلُّ القلبَ وهو حديدُ

يجوبُ الدجى الوحشيَّ والبيدَ وحدهُ … فكيفَ وكسرُ البيتِ عندك بيدُ .

نعم . تحملُ الأشواقُ والعيسُ ظلعٌ … و يمشي الهوى والناقلاتُ قعودُ

و تتسع البلوى فيمضي مصمما … جبانٌ عن الظلَّ الخفوق يحيدُ

من المبلغي والصدقُ قصدُ حديثهِ … و في القول غاوٍ نقلهُ ورشيدُ

عن الرمل بالبيضاءِ هل هيلَ بعدنا … و بانِ الغضا هل يستوي ويميدُ

و هل ظبياتٌ بين جوًّ ولعلعٍ … تمرُّ على وادي الغضا وتعودُ

سوانحُ للرامين تصطادُ مثلها … و حوشُ الفلا وهي الرماة َ تصيدُ

و يوم النقا خالفنَ منا فعاذلٌ … خليٌّ ومعذولُ الغرامِ عميدُ

سفكنَ دماً حراً وأهونُ هالكٍ … دمٌ حكمتْ عينٌ عليه وجيدُ

حملن الهوى مني على ضعف كاهلٍ … و هي وتقولُ الحاملاتُ جليدُ

تطلعتِ الأشرافَ عيني ريادة ً … لقلبي سفاها والعيونُ ترودُ

و ما علمتْ أنّ البدورَ برامة ٍ … وجوهٌ ولا أنّ الغصونَ قدودُ

و قالوا غداً ميقات فرقة ِ بيننا … فقلتُ لسعدٍ إنه لوعيدُ

غداً نعلنُ الشكوى فهل أنت واقفٌ … تسائلُ حادي الركبِ أين يريدُ

و هل تملك الإبقاءَ أو تجحد الهوى … و وجهك قاضٍ والدموعُ شهودُ

و قد كنتُ أبكي والفراقُ دعا بهِ … دلالٌ أداري عطفه وصدودُ

فما أنا من بينٍ رجاءُ إيابهِ … و عودٌ تقضى دونه وعهودُ

هل السابق الغضبانُ يملكُ أمرهُ … فما كلّ سير اليعملاتِ وخيدُ .

رويدا بأخفافِ المطيّ فإنما … تداسُ جباهٌ تحتها وخدودُ

عذيري من الآمال أما ذراعها … فرحبٌ وأما نيلها فزهيدُ

يرينك أنّ النجمَ حيثُ تحطه … و أنّ زمامَ الليث حيث تقودُ

و دون حصاة الرملِ إن رمتها يدٌ … دفوعٌ وسهمٌ للزمان سديدُ

سقى َ الناسَ كأسَ الغدرِ ساقٍ معدلٌ … متى يبدِ قبلَ السكر فهو معيدُ

فمستبردٌ يهنيَ بأولِ شربة ٍ … و مستكثرٌ يثنى له ويزيدُ

و نحى ابنَ أيوبٍ فأصبح صاحياً … وفاءٌ عريقٌ في الوفاءِ تليدُ

فلو لم يبرزْ يومَ كلَّ فضيلة ٍ … كفى أنه يومَ الحفاظِ وحيدُ

حواني وأيام الزمان أراقمٌ … و هبهبَ عنيّ والخطوبُ أسودُ

و لبى دعائي والصدى لا يجيبني … بيقظتهِ والسامعون رقودُ

و أنهضني بالدهر حتى دفعته … و جانبه وعرٌ عليّ شديدُ

و قد قعدتْ بي نصرة ُ اليدِ أختها … و قلصَ عني الظلُّ وهو مديدُ

كفلَ لي بالعيشِ حتى رعيتهُ … على وخمِ الأيام وهو رغيدُ

و أطلقَ من ساقيَّ حتى أنافَ بي … على أربي والحادثاتُ قيودُ

فما راعني من عقني وهو واصل … و لا ضرني من غابَ وهو شهيدُ

من القوم مدلولٌ على المجدِ واصلٌ … إذا ضلَّ عن طرقِ العلاء بليدُ

عتيقُ نجارِ الوجهِ أصيدُ صرحتْ … به عن صفاياها غطارفُ صيدُ

كرامٌ تضيء المشكلاتُ برأيهم … و ينظمُ شملُ المجدِ وهو بديدُ

يسودُ فتاهم في خيوطِ تميمهِ … و يشأى كهولَ الناس وهو وليدُ

إذا نزلوا بالأرضِ غبراءَ جعدة ً … أماهَ حصاً فيها وطابَ صعيدُ

كانَّ نصوعَ الروض حين تسحبتْ … مازرُ منهم فوقها وبرودُ

سخا بهمُ أنَّ السخاءَ شجاعة ٌ … و شجعهم أنَّ الشجاعة َ جودُ

لهم بابنهم ما للسحاية أقلعتْ … من الروض يومَ الدجنِ وهو صخود

و ما غابَ عن دارِ العلا شخصُ هالكٍ … مضى وبنوه الصالحون شهودُ

أبا طالبٍ لا يخلف الفخرُ دوحة ً … و أنتَ لها فرعٌ وبيتك عودُ

بغى الناسُ أدنى ما بلغتَ فطيرتْ … رياحك عصفاً والبغاة ُ ركودُ

و شالَ بكَ القدحُ المعلى وحطهم … و ليس لهاوٍ بالطباعِ صعودُ

فلو كلمتك الشمسُ قالتْ لحقتَ بي … علاءً وإشراقا فأينَ تريدُ

أقرّ لك الأعداءُ بالفضل عنوة ً … و معترفٌ من لم يسعهُ جحود

و كيف يماري في الصباحِ معاندٌ … و قد فلقَ الخضراءَ منه عمودُ

تسمعْ من الحسادِ وصفك واغتبط … فأعجبُ فضلٍ ما رواه نديدُ

و إن نكلوا شيئا فإن فصاحتي … وراءك كنزٌ في الكلام عتيدُ

و بين يديْ نعماك مني حمية ٌ … لها مددٌ من نفسها وجنودُ

إذا رامحتْ حرباً رأيت كماتها … تلاوذُ من أطرافها وتحيدُ

أذودُ بها عن سرحِ عرضك كلما … تطلعَ فيه للفريسة ِ سيدُ

إذا نشطتْ من عقلة ِ الفكرِ أرسلتْ … بها طلقاتٍ وثبهنّ شرودُ

مطايا لأبكار الكلام إذا مشى … على حسكِ السعدانِ منه رديدُ

نطقتُ بها الإعجازَ فالمؤمنون لي … على دينها بين الجنانِ خلودُ

و يحسدني قومٌ عليها وحظها … شقيٌّ وحظّ المقرفاتِ سعيدُ

تمنوا على إخصابهم جدبَ عيشها … و أنهمُ خصوا بها وأفيدوا

و لم أحسبِ البلوى عليها مزاحمٌ … و لا أنَّ ضنكَ العيش فيه حسودُ

لها النسبُ الحرُّ الصريحُ إذا طغت … عليك إماءٌ غيرها وعبيدُ

يزورك منها والنساءُ فواركٌ … كواعبُ تصفيك لمودة َ غيدُ

لهنّ جديدٌ من نوالك كلما … أتى طالعا يومٌ بهنّ جديدُ

ففي كلّ يومٍ مهرجانٌ مقلدٌ … بهنّ ونيروزٌ لديك وعيدُ