ألا يا خليلي المجتبى من خزيمة ٍ – مهيار الديلمي
ألا يا خليلي المجتبى من خزيمة ٍ … هلْ أنتَ أمينٌ إنْ أمنتَ على سرِّي
وهلْ أنتَ عني إنْ أمنتَ مبلِّغٌ … ألوكة َ عتبٍ ضاقَ عن حملها صدري
نشدتكَ بالشَّعثِ الدَّوافعِ منْ منى ً … خلاطاً كما خبِّرتَ عن ليلة ِ القدرِ
وبالأسودِ الملثومِ قدْ ضغطوا بهِ … جنوبهمْ والمشعرينَ وبالحجرِ
أكنتَ بسمعى أو أظنُّكَ سامعا … بأعجبَ منْ ابياتِ قومكَ في أمري
يغارُ على الأموالِ في كلِّ حلِّة ٍ … وفتيانُ عوفٍ قدْ أغاروا على شعري
سلائبُ لي منهوبة ٌ في رحالهمْ … ينادينَ بالخيباتِ من حلقِ الأسرِ
مطارحُ للرُّكبانِ يقتسمونها … تناقلها الأفواهُ مصراً إلى مصرِ
يغنَّى بها الحادي ويشدو لشربهمْ … بها المطربُ الشَّادي ويثنى بها المطري
كرائمُ قد أهديتهنَّ تبرُّعاً … لكلِّ فتى ً لمْ يرعَ لي حرمة َ الصِّهرِ
همْ خطبوها راغبينَ وسوَّدوا … عليها نفيساتٍ منْ البذلِ والوفرِ
وكانتْ على قومٍ ملوكٍ سواهمُ … تكونُ مع الجوزاءِ أو عنقِ النِّسرِ
ممنَّعة ً أنْ تستباحَ بخدعة ٍ … ووعدِ بروقٍ وتساقَ على قسرِ
فلما غدتْ مجنوبة ً في حبالهمْ … تواصوا عليها بالخيانة ِ والغدرِ
كأنهمْ شلَّوا بها سرحَ مهملٍ … نفاهُ الرُّعاة ُ بينَ بابلَ والعقرِ
فعرِّجْ علليهمْ ثمَّ قلْ لمفرِّج … أترغبُ في مدحي وتزهدُ في شكري
أترضى بأنْ أضوى وكفُّكَ مخصبٌ … عشيبٌ وأطوى منْ يديكَ على النَّحرِ
وتظلمَ آمالي عليكَ ومطلبي … ووجهكَ منْ تحتِ اللِّثامِ أخو البدرِ
وقدْ سارتْ الأخبارُ أنَّكَ خيرهمْ … قرى ً يومَ يبكي الضَّيفُ من عضَّة ِ القرِّ
وأعقرهمْ للبزلِ والعامُ أشهبٌ … وأوسعهمْ خطَّاً لأثفيَّة ِالقدرِ
تجودُ فتعطي في الغنى قدرة َ الغني … وتجبرُ أكسارَ الفقيرِ على الفقرِ
فما بالُ بكرٍ حرَّة ٍ بعثتْ بها … إليكَ القوافي منْ عوانٍ ومنْ بكرِ
شغفتَ بها ثمَّ أنصرفتَ ملالة ً … بوجهكَ فيها عنْ جزائي وعنْ ذكري
وأمهرتموها وارتجعتمْ صداقها … فهلْ تستحلَّونَ النِّكاحِ بلا مهرِ
فأينَ السَّماحُ المزيديُّ وما ابتنى … أبوكمْ وبقيَّ منْ علاءٍ ومنْ فخرِ
وما لمْ تزالوا تنفقونَ على العلا … وتعطونَ منْ مالٍ ومنْ نعمٍ دثرِ
أعيذكمْ منْ أن يقالَ عليكمُ … ثوى معهُ جودَ الجماعة ِ في القبرِ
وحاشاكمُ منْ أنْ تخيسَ بضائعي … لديكمْ بما تنمي البضائعُ للتَّجرِ
وقدْ ملأتْ فيكمْ أوابدي الملا … وسارتْ حداءَ العيسِ أو طعمَ السَّفرِ
وعندي فيكمْ ما يسوءُ عداكمُ … ويبقي لكمْ ما سرَّكمْ آخر الدَّهرِ
فإنْ تقتنوها بالجميلِ بنتْ لكمْ … حصوناً على الأحسابِ منْ أنفسِ الذُّخرِ
وإنْ تغصبوها تمسِ في غيرِ حيِّكمْ … تشكَّى اضطراراً أو تكلَّمَ عن عذرِ
أيا نجمَ عوفٍ يا مفرَّجَ كربها … أما آنَ لي أن يخجلَ المطلُّ من صبري
حملتُ التَّقاضي عنكمُ مهلة ً لكمْ … فأنظرتكمْ في العسرِ فاقضوا مع اليسرِ
وقلْ يا رسولي مبلغاً سفراءهمْ … جميعاً وخصَّ العبدريَّ أبا نصرِ
أفي الحقَّ أنْ سوَّمتُ بيني وبينكمْ … خيولَ الأماني ثمَّ تقعدُ عنْ نصري
وأغريتني حتى إذا ما ولجتها … تأخرتَ عني والعقابُ على المغري
أما تذكرُ العهدَ الذي كانَ بيننا … بلى تتناساهُ وأنتَ على ذكرِ
تنامونَ عنْ حقَّي وتلغونَ مدحتي … وأنتمْ حملتمْ ثقلَ ذاكَ على ظهري
فقمْ يا أبا نصرٍ قيامَ ابنِ حرَّة ٍ … بنصرِ صديقٍ أنتَ أوقعتهُ حرِّ
وعدْ برسولي يحملُ الغرمَ وافراً … وفزْ بثنائي فهوَ أسنى منَ الوفرِ
وقلْ للأميرِ ابنِ الأميرِ نصيحة ً … تربَّصْ بخيري واحترسْ منْ أذى شرِّي