ألا رددوا الأنباء عن فوز ماهر – أحمد محرم

ألا رددوا الأنباء عن فوز ماهر … فيا لك من فوز على الخصم باهر

وهل خاصم الحر الكريم سوى امرئ … على دولة الأحرار غضبان ثائر

شفى النفس أن قد عاد خصم محمد … ذميم الخطى يمشي بصفقة خاسر

محمد هذا بعض حقك فالتمس … بقيته واستوفه غير ناظر

فمثلي يرى الإقدام للمرء سؤددا … ومثلك يأبى حقه غير وافر

تقدم قوم نازعوا المجد أهله … وجدوا سراعا في انتحال المفاخر

فما أبصروا منا امرأ غير محجم … ولا وجدوا من قومنا غير ناصر

إذا ما تركت الأمر ترجو مصيره … فلست على ألا يضيع بقادر

ألم تر أني قد بررت بذمتي … فأعرضت حتى فاتني كل فاجر

وما لفتى مثلي على الدهر ناصر … إذا ما رماني بالدعي المكابر

نزلت على حكم الوفاء وغالني … تقلب شعب ذي ألاعيب غادر

وما أنا بالساعي أساوم معشرا … أقاموا بوادي النيل سوق الضمائر

لعمرك ما حق الشعوب دعابة … ولا حرمة الأوطان سلعة تاجر

تقدم فما يغني وقوفك واقضها … لبانه حر نابه الذكر كابر

حمدت صنيع القوم إذ جانبوا الهوى … وجئت أحييهم تحية شاكر

هنيئا لهم لا سعيهم بمذمم … ولا جدهم إذ آثروك بعاثر

أولئك أحرار الرجال فليتهم … كثير إذا ما جد جد المكاثر

وليتك تزجى كل يوم بشارة … فقد طال ما بيني وبين البشائر

لك الخير نفس عن أخيك بصالح … وإن ينس ذو عهد فكن خير ذاكر

لمن تترك الصنع الجميل وهل ترى … سوى أدب غض المروءة ناضر

إذا الشعر أدى الحق للحق خالصا … فذلك صوت النيل لا صوت شاعر